الخميس 21 نوفمبر / November 2024

بين تحذيرات إيران وتحريض إسرائيل.. ما مآل التصعيد بين طهران وتل أبيب؟

بين تحذيرات إيران وتحريض إسرائيل.. ما مآل التصعيد بين طهران وتل أبيب؟

شارك القصة

يُواصل المسؤولون الإيرانيون تحذير إسرائيل من ردّ حازم ومؤلم إذا نفّذت هجمات ضد بلادهم- رويترز
يُواصل المسؤولون الإيرانيون تحذير إسرائيل من ردّ حازم ومؤلم إذا نفّذت هجمات ضد بلادهم- رويترز
صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأنّ إسرائيل تقود هجومًا دبلوماسيًا ضدّ إيران بالتزامن مع الرد العسكري على إطلاق الصواريخ والمسيّرات.

يواصل المسؤولون الإسرائيليون، وآخرهم عضو مجلس الحرب بيني غانتس، تأكيد حتمية ردّهم في الوقت والمكان المناسبين على القصف الإيراني الذي طال العمق الإسرائيلي.

في المقابل، يُواصل المسؤولون الإيرانيون تحذير إسرائيل من ردّ حازم ومؤلم، إذا نفّذت هجمات ضد بلادهم.

في خضم ذلك، لم تُخفِ الدول الغربية عدم تأييدها لأي هجمات ضد إيران، منعًا للتصعيد في المنطقة، رغم دعمها المطلق لإسرائيل. وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنّ الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران.

حرب تحريض ضد إيران

وبعيدًا عن جدلية الردّ الإسرائيلي الميداني والتفاصيل الأخرى المتعلّقة به، تُواصل تل أبيب إشعال نيران الحرب التحريضية ضد طهران.

في هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأنّ إسرائيل تقود هجومًا دبلوماسيًا ضدّ إيران بالتزامن مع الرد العسكري على إطلاق الصواريخ والمسيّرات.

كما أعلن كاتس أنّه بعث برسائل إلى 32 دولة، وتكلّم مع عشرات من وزراء الخارجية ومسؤولين حول العالم للدعوة لفرض عقوبات على مشروع الصواريخ الإيراني، وإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية.

مدير عام وزارة الأمن الإسرائيلية قال بدوره في تصريحات لافتة: إنّ إسرائيل لا يُمكنها مواجهة إيران لوحدها ويجب التعامل معها عبر تحالف دولي.

وتحدّث وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، عن فكرة التحالف الإقليمي أو الدولي ضد طهران.

وحتى الآن، أسفرت حملة التحريض الإسرائيلية عن إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على أكثر من 500 فرد وكيان على صلة بما وصفته الوزارة بـ"الإرهاب، الذي تمارسه طهران ووكلاؤها منذ 2021".

وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي، الذي يستعدّ لفرض عقوبات جديدة على إيران، بينها إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية، وتمديد العقوبات الحالية التي تستهدف إنتاج الطائرات المسيّرة.

فما هي خيارات الرد الإسرائيلي على إيران؟ وما هي مآلات التصعيد العسكري بين الطرفين والحرب التحريضية التي تخوضها تل أبيب ضد طهران، وما يتّصل بها من عقوبات غربية؟

"إسرائيل تريد توسيع واستغلال الهجوم"

أوضح إمطانس شحادة، الباحث في مركز مدى الكرمل، أنّ إسرائيل ضمنت إلى حد ما التحالف الإقليمي منذ اللحظة الأولى للهجوم الإيراني.

وقال شحادة في حديث إلى "العربي" من حيفا: إنّ إسرائيل تريد توسيع واستغلال الهجوم للضغط الدبلوماسي والسياسي والأمني على إيران إلى أقصى الحدود، عبر الخروج من العزلة الدولية والضغط الدولي عليها بسبب حرب الإبادة على غزة، ومواصلة معركتها المستمرة منذ عشرات السنوات ضد إيران من خلال فرض عقوبات جديدة على برنامج إيران الصاروخي.

ورأى أن إسرائيل تريد أن تُهيئ الأرضية لدعم دبلوماسي وتقليل الضغوط عليها في حال أقدمت فعلًا على الردّ على إيران.

واعتبر أنّها كبّلت نفسها أمام جمهورها في الداخل بالتزامها بتوجيه ضربة إلى إيران، بحيث سيكون من الصعب عليها عدم تنفيذ ذلك لما لهذه الخطوة من عواقب سياسية داخلية على نتنياهو.

"تحالف للحظة واحدة"

من جهته، رأى حسين رويوران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، أنّ الهجوم الإيراني استوجب أن يكون هناك تحالف دولي إلى جانب إسرائيل، ما عكس حقيقة أنّ تل أبيب لا تستطيع أن تُجاري أي هجوم إيراني لوحدها.

وقال رويوران في حديث إلى "العربي" من طهران: إنّ إسرائيل الحليف الإستراتيجي للغرب الذي ينفّذ مآربه في المنطقة تحوّلت إلى عبء عليه، ولا تستطيع أن تُدافع عن نفسها.

وتوقّع أنّ هذا التحالف لن يستمر لأنّه "تحالف للحظة واحدة"، بدليل أن الولايات المتحدة أكدت أنّها لن تُشارك في أي هجوم أو ردّ إسرائيلي على إيران.

"استهداف قطاع التكنولوجيا الإيراني"

بدوره، أشار توماس واريك، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق وكبير الباحثين في المجلس الأطلسي في واشنطن، إلى أنّ الولايات المتحدة تبحث في كيفية استهداف قطاع التكنولوجيا الذي تستخدمه إيران في صناعة المسيّرات.

وقال واريك في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ستبحث خلال اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع المقبل، كيفية فرض عقوبات مالية لكبح تطوير الصواريخ والمسيّرات، إضافة إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.

وأضاف أنّ "الولايات المتحدة تأمل أن يُساعد الرد الإسرائيلي المحدود في المضي قدمًا بهذه الخطوات الدبلوماسية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة