الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بين تهديدات موسكو والتحذيرات الأميركية.. هل يقف العالم على شفا حرب نووية؟

بين تهديدات موسكو والتحذيرات الأميركية.. هل يقف العالم على شفا حرب نووية؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يناقش التهديدات والمخاوف من اندلاع حرب نووية على خلفية الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
تصر موسكو على ثبات موقفها من الردع النووي وتتهم واشنطن بتشويه موقف روسيا و إفزاع المجتمع الدولي لمصلحة كييف.

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا جعل العالم أقرب إلى معركة معركة "أرماجيدون" (حرب نهاية العالم) للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية.

ولفت إلى أن احتمال الهزيمة يمكن أن يجعل بوتين يائسًا بما يكفي لاستخدام أسلحة نووية، وهي أكبر مخاطرة منذ المواجهة بين الرئيس الأميركي جون كنيدي والرئيس السوفيتي نيكيتا خروشوف بسبب الصواريخ الروسية في كوبا في عام 1962.

في المقابل، لا يجد الروس غضاضة في كل ما يدلل على تصميمهم إلى اللجوء للسلاح النووي تحت ذريعة ما بات شائعًا في وسائل الإعلام بمصطلح "الردع النووي"، حتى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال بوضوح: "إن موقف بلاده من الردع النووي لم يتغيّر"، متهمًا الولايات المتحدة بتشويه موقف روسيا والعمل على إفزاع المجتمع الدولي لمصلحة كييف، بحسب تصريحاته الأخيرة. 

غير أن ما تسميه موسكو "تشويهًا أميركيًا لكيان الاتحاد الروسي" يستدعي ردًا ثقيلًا وعاجلًا حتى باللجوء للسلاح النووي، تترجمه مراكز صنع القرار الغربي ومنها البيت الأبيض، أن الأوجاع المتتالية التي تلقاها بوتين وجيشه من المقاومة الأوكرانية الشرسة المدعومة بالمساعدات العسكرية دفعت الروس إلى التهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل، أقلها أسلحة نووية تكتيكية. 

وفي السياق، يضطر البيت الأبيض للتعليق على تصريحات بايدن المرعبة، حين تقول متحدثة باسمه: "إن تصريحات الرئيس أظهرت كيف تتعامل واشنطن جديًا مع التهديدات التي يطلقها الروس باستعمال السلاح النووي مشيرة إلى أن الرئيس كان يتحدث عن بواعث قلق بشأن تهديدات الرئيس بوتين النووية، إلّا أن واشنطن ليس لديها مؤشرات على أن موسكو تستعد لاستعمال السلاح النووي بشكل شيك، كما قالت. 

أميركا لا ترغب بالحرب

وتعليقًا على الرد الأميركي، يرى المستشار الإستراتيجي في الحزب الديمقراطي كريس لابتينا أن بايدن أصيب بخيبة أمل لأن بوتين طرح الخيار النووي. وقال: "إن الشعب الأميركي لا يرغب في حرب مطولة مع روسيا".

ولفت لابتينا في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن أوكرانيا طلبت صواريخ بعيدة المدى لكنه استبعد أن تتم الموافقة على تقديمها، لأنها يمكن أن تصيب الأراضي الروسية. 

كما عبّر لابتينا عن اعتقاده أن بايدن لا يرغب في تطور الأمور إلى نزاع مع روسيا كالذي كان قائمًا مع الاتحاد السوفيتي في الماضي. 

وأشار لابتينا إلى أن قيام روسيا باستعمال سلاح نووي واحد سيلحق ضررًا ضخمًا بالعالم كله. وقال: "أعتقد أن على العالم أن يأخذ كلام بوتين على محمل الجد لأنه يملك أسلحة نووية يسيطر عليها بشكل كامل"، معتبرًا أن إنهاء النزاع بشكل سريع هو أفضل للطرفين. 

تذكير للغرب

ومن جهته، اعتبر الكاتب والباحث الإستراتيجي أندريه أوليسكي في حديثه من موسكو أن المسؤولين الروسيين يذكّران فقط بالأسلحة النووية الموجودة، وذلك استجابة لتصريحات الغرب ولاسيما القادة في الولايات المتحدة الأميركية ودول حلف شمال الأطلسي حول استخدام هذه الأسلحة للتدمير الشامل، إضافة إلى تصريحات الرئيس الأوكراني.  

ونفى أوليسكي ما تم تداوله في وسائل إعلام بريطانية عن تحرك قطار نووي باتجاه خط المواجهة في أوكرانيا. 

ورأى أوليسكي أن تصريحات البيت الأبيض تشير إلى أنه ليس لدى واشنطن أي معلومات استخبراتية حول إمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية.  

كما أشار إلى أن الأسلحة الكيميائية ليست موجودة في روسيا وتم القضاء عليها قبل بضع سنوات، نافيًا وجود أي تصريحات حول استخدام الأسلحة البيولوجية.

وأكد أوليسكي أن "استخدام الأسلحة النووية يحصل فقط بموجب ما تنص عليه العقيدة الرسمية في الاتحاد الروسي أي في حال تهديد وجود الدولة". 

تصاعد للصراع

وفي قراءته للتصريحات المتبادلة بين واشنطن وموسكو بشأن حرب نووية محتملة، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية حسن المومني أن هذه التصريحات "تصاعدية تبث حالة من القلق وعلى العالم أن يأخذها بجدية".

وذكّر المومني في حديثه إلى "العربي" من عمان بالتصريحات التي سبقت العملية العسكرية في أوكرانيا والتي حصلت بالفعل بعدها. 

وقال المومني: "هناك تصاعد حلزوني في الصراع ويتم الحديث عن السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل من وقت لآخر". 

ورأى المومني أن الرئيس بوتين كان واضحًا في تصريحاته بأن روسيا "ستستخدم كل ما بحوزتها من أسلحة إذا ما تعرضت لخطر وجودي"، حيث أكّد بوتين أنه لا يخدع أحد وعلى الجميع أن يصدق أن موسكو قد تفعل ذلك. 

وفي تحليله لما يجري على أرض الواقع في ظل عدم قدرة روسيا على حسم المعركة في الميدان ودخولها في وضع استنزافي، رأى المومني أن "الإستراتيجية الروسية قائمة على التصعيد من أجل التهدئة". 

وأضاف: "الكل يعلم أن السلاح النووي هو سلاح ردعي، لكن استخدامه سيخلق كارثة محدقة سيعاني منها الجميع". 

ولفت إلى أن الأسلحة التي زُودت بها أوكرانيا وإن لم تكن قادرة على بلوغ روسيا، إضافة إلى الدعم السياسي أتت بثمارها. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close