Skip to main content

بين عرقلة إسرائيل ودور أميركا.. إدخال المساعدات إلى غزة يشغل صحف الغرب

الأحد 3 مارس 2024
تحدثت مقالات عن عرقلة إسرائيل عملية دخول المساعدات إلى غزة في ظل تفاقم المجاعة - رويترز

تناولت صحف عالمية الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وسلطت الضوء على واقع دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر ودور الولايات المتحدة وإسرائيل.

ففي صحيفة "التايمز" تحدّث مقال لراشيل لافين وفينيتا مينسيز عن عرقلة إسرائيل عملية دخول المساعدات إلى غزة وضرورة إيجاد طرق سريعة لعدم تفاقم المجاعة.

وجاء في المقال: "ما يحدث في غزة ليس بسبب قلة المساعدات المتوفرة، فالشاحنات تقف في طوابير طويلة تنتظر التفتيش والإذن بالدخول إلى القطاع وإنقاذ السكان هناك من خطر المجاعة".

وأضاف: "في الأسبوع الماضي بدأ الأردن تنفيذ عملية إنزال جوي للمساعدات تبعته الولايات المتحدة في خطوة مماثلة، لكن هذا النوع من التوصيل مكلف للغاية ولا يقدم الكثير من المساعدات.

واعتبر أن تقديم المساعدات عن طريق البحر يعد خيارًا بحسب واشنطن، وفي نهاية الأمر، فإن هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات عبر البر وهو وما ترفضه إسرائيل. وختمت الكاتبنان أن مجلس الأمن جدد التحذير من خطر انتشار المجاعة التي باتت أمرًا واقعًا في غزة بعدما ازدادت بشكل ملحوظ بين المواطنين في شمال القطاع.

بايدن يرفض التهديد

وفي "نيويورك تايمز"، تطرق مايكل كرولي إلى تنفيذ واشنطن عملية إنزال جوي للمساعدات على قطاع غزة وقال: "إن عمليات الإنزال الجوي، التي ينتقدها بعض خبراء الإغاثة باعتبارها غير كافية، تساهم من وجهة نظر واشنطن في تقديم المساعدة الإنسانية لسكان غزة.

وأضاف: "إن العملية التي تعد الأولى ضمن حملة مستمرة من عمليات الإنزال، تمثل مدخلاً لإيجاد طرق أخرى لإرسال المزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك عن طريق البحر". 

واعتبر المقال أن بايدن يدرك أن نقص الغذاء والدواء وتفاقم المجاعة في غزة يضعه تحت ضغط  سياسي هائل خاصة مع تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بالأسلحة والمعدات. 

ورأى أنه على الرغم من إحباط الرئيس الأميركي من القيادة السياسية الإسرائيلية، يرفض بايدن التهديد بفرض أي قيود على المساعدات الأميركية لتل أبيب كوسيلة لإيقاف هجومها العسكري.

فجوة بين واشنطن وإسرائيل

أمّا صحيفة "واشنطن بوست"، فقد اعتبرت أن عملية الإنزال الجوي التي قامت بها واشنطن تسلط الضوء على الفجوة الآخذة في الاتساع بين واشنطن وإسرائيل بشأن طريقة تعاملها مع حربها ضد حماس. 

ورأت أن حقيقة الحاجة إلى مثل هذه العملية الجوية، هي انعكاس للتحديات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في إيصال الغذاء والدواء إلى سكان غزة. 

وبحسب الصحيفة الأميركية، فمن وجهة نظر واشنطن أن المشكلة الرئيسية لم تكن تتمثل في إدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، بل في توزيع المساعدات داخل القطاع. وأضافت أنه "مع بحث واشنطن إمكانية توصيل شحنات إضافية عبر البحر، إلا أنها ترى أن منع المجاعة في غزة مشروط بفتح معابر برية إضافية."

مؤشر على إحباط إدارة بايدن

وفي صحيفة "واشنطن بوست" أيضًا، ترى الكاتبتان كلير باركر وسارة دعدوش أن عمليات الإنزال مكلفة وغير فعالة، وتقولان إنها أحدث مؤشر على الإحباط المتزايد لدى إدارة بايدن إزاء الضحايا بسبب الحرب الإسرائيلية". 

وأضافتا أن "عمليات الإنزال مكلفة للغاية وربما تكون مبررة في بعض الحالات. ويصفها فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، بأنها الملاذ الأخير، بينما الحل الحقيقي يتمثل بفتح المعابر وإدخال القوافل إلى غزة". 

كما نقلت الكاتبتان تصريحات رئيسة منظمة إنقاذ الطفولة التي قالت إن عمليات الإنزال الجوي على غزة مسرحية، كما أنها تغذي الفوضى على الأرض.

علامة الضعف القصوى

وفي صحيفة "الغارديان" البريطانية، يشكك الكاتب باتريك وينتور بجدوى عمليات الإنزال الإغاثية على غزة ويقول إن إنزال المساعدات بشكل عشوائي لا معنى له عندما تكون الخيارات الأخرى متاحة إذا كان الغرب على استعداد فقط لإنفاق المزيد من رأس المال الدبلوماسي. 

وأضاف: "يعلم الجميع أنها غير فعالة وخطرة، لكن الولايات المتحدة تفعل ذلك لأنها لا تستطيع إقناع إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة عن طريق البر". ووصفها بأنها علامة الضعف القصوى، وتظهر أن الولايات المتحدة غير مستعدة للوقوف في وجه إسرائيل. 

وختم الكاتب بالقول: "ربما يتطلب الأمر فقط أن تعلن واشنطن أن حرمان الفلسطينيين من المساعدات -كما تفعل إسرائيل- يعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي عندها قد يَتغير الحال".  

لحظة حاسمة في التاريخ الأخلاقي لأميركا

وفي صحيفة "ذا هيل" الإلكترونية، كتبت ميشيل نان الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة كير أن المساعدات القليلة التي سمح بدخولها وتسليمها، هي مجرد قطرة في محيط من الاحتياجات.

وأضافت أن الحجم الهائل للدمار الناجم عن أكثر من أربعة أشهر مما سماه الرئيس بايدن "القصف العشوائي" لا مثيل له في هذا القرن. وتابعت أن للأميركيين دورًا ومسؤولية خاصة في هذه الكارثة الإنسانية لأن العديد من "القنابل الغبية" حسب تعبيرها، التي تسببت في الكثيرِ من الموت والدمار تم تصنيعها وتقديمها من قبل الولايات المتحدة. 

وختمت بالقول: "إنها لحظةٌ حاسمة في التاريخ الأخلاقي لأميركا والمجتمعِ الدولي، فما نفعله أو ما نمتنع عن فعله سيحدد مصير آلاف الأشخاص بين الموتِ والحياة". 

المصادر:
العربي
شارك القصة