أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة، خططًا لتنفيذ أول عملية إنزال جوي للأغذية والإمدادات على غزة بعد يوم من مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي وأدت إلى استشهاد أكثر من 112 فلسطينيًا ممن كانوا يصطفون للحصول على المساعدات في شارع الرشيد بمدينة غزة.
وقال بايدن إن الإنزال الجوي الأميركي سيتم في الأيام المقبلة، لكنّه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل بشكل محدد.
وصرح بايدن بأن الولايات المتحدة تدرس أيضًا إمكانية فتح ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة، فيما ذكر مسؤولون أن عمليات الإنزال الجوي قد تبدأ بحلول مطلع الأسبوع.
ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "إن عمليات الإنزال الجوي ستصبح مسعى مستدامًا".
وأضاف أن أول دفعة من الإنزال الجوي ستكون على الأرجح عبارة عن وجبات جاهزة للأكل، مؤكدًا أنها "لن تكون مرة واحدة فقط". لكن كيربي أقرّ بأن عمليات الإنزال الجوي في غزة "صعبة للغاية".
بايدن يحاول "تلميع" صورته
واعتبرت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند سحر خميس، أن بايدن يحاول "تبييض" صورته ورفع مؤشرات الرضا عن أدائه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية على أعتاب انتخابات رئاسية في أواخر عام 2024.
ولفتت خميس حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن واشنطن تتعرض لضغوط من المنظمات الدولية التي تدق ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني في غزة. كما دفعت مجزرة الطحين ببايدن وكيربي للحديث عن ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووصفت الموقف الأميركي بالضعيف حيث نُقل عن بايدن قوله في مجالس خاصة إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتعاون معه أبدًا ولا يستمع إلى نصحه".
لكن خميس أضافت أن الإدارة الأميركية لا تزال الداعم الأبرز لإسرائيل بشكل رسمي، حيث تحاول تمرير المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية لتل أبيب.
على مشارف المجاعة
ويواجه الفلسطينيون وضعًا يتزايد بؤسًا بعد مرور نحو خمسة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جراء سياسة القصف والتجويع التي يتبعها الاحتلال.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 576 ألف شخص في قطاع غزة، أي ربع سكان القطاع، أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ويقتات الناس في قطاع غزة على أعلاف الماشية وأوراق الصبار السميكة للبقاء على قيد الحياة. وقالت فرق طبية إن الأطفال يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف.
