انعقدت جلسة مطولة في مجلس الأمن لبحث أزمة الغذاء العالمية، وقد شهدت القاعة تراشقًا للاتهامات بين الدول الغربية وروسيا بشأن المسؤولية عن ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة.
كذلك برزت محاولات الدول الكبرى في خطب ود الدول النامية خصوصًا في إفريقيا، من خلال الوعود بدعم قدرتها على شراء الأغذية.
وقد اتهمت الولايات المتحدة روسيا بتقويض مبادرة البحر الأسود لجني الأرباح وابتزاز الدول الفقيرة سياسيًا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "إن الكرملين أعلن أنه مزّق الاتفاق بسبب عرقلة العقوبات الدولية لصادراته، إنما في الحقيقة استثنت العقوبات بشكل خاص الغذاء والأسمدة".
وأضاف: "في الواقع منذ تركها المبادرة، تصدّر روسيا المزيد من الحبوب بأسعار أعلى من أي وقت مضى".
موسكو تعتبر مبادرة الحبوب تجارية
وفي المقابل، حمّلت روسيا المسؤولية عن أزمة الغذاء للولايات المتحدة والدول الغربية التي تدير ما قالت إنه 90% من تجارة المنتجات الزراعية في العالم، فضلًا عن مسؤوليتها عن تقويض دول بأسرها مثل ليبيا والعراق وأفغانستان.
وقال نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: "قبل عام واستجابة لمناشدة من الأمم المتحدة وضعنا شكوكنا جانبًا ووافقنا على مبادرة الحبوب، ولكن هنا مجددًا حوّرت الدول الغربية كل شيء لمصلحتها، وسرعان ما تحوّل جزء من الاتفاق من مبادرة إنسانية إلى تجارية، ونتيجة لذلك فإن 3% فقط من الحبوب المصدّرة ذهبت إلى الدول المحتاجة".
كما شهدت جلسة مجلس الأمن مشاركة من أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مؤشر على تفاقم الأزمات الاقتصادية وما تسببه من ارتفاع قياسي في أعداد البشر المعتمدين على المساعدات الإنسانية.
ورغم تأثيرات التغيّر المناخي، فإن مشكلة الغذاء هي أزمة من صنع البشر وفق تقييم الأمم المتحدة، فالحروب وما تسببه من تدمير للمقدرات الاقتصادية هي الدافع الأكبر لأزمة الغذاء في عالم يعيش نحو ربع مليار من سكانه في حالة انعدام الأمن الغذائي.
