يتخوف المزارعون في المغرب من ضياع الموسم الزراعي بسبب استمرار الجفاف وتراجع منسوب المياه في السدود إلى أدنى مستوياته هذا العام.
ويعاني مزارعو الحبوب وخاصة أولئك الذين يعتمدون على الأمطار من تبعات الجفاف الذي أتى على أغلب المحاصيل.
عبد الرحيم الذي يملك حقولًا من محاصيل الحبوب، مترامية الأطراف في ضواحي الرباط، زرع 300 هكتار من الحبوب هذا العام لكن النتيجة كانت خسارة نحو 90% منها.
وبينما جنى عبد الرحيم العام الماضي نحو ألف طن من الحبوب، كانت خسارة هذا العام بالنسبة إليه استثنائية وفاقت المئة ألف دولار.
وبالإضافة إلى معاناتهم من شح الأمطار، يشتكي مزارعو المنطقة من ارتفاع كلفة الإنتاج ونقص الدعم الحكومي وانخفاض منسوب المياه في السدود.
"مسألة خطيرة جدًا"
وحذر الخبير الزراعي عبد الكريم نعمان من تبعات الجفاف الذي يشهده المغرب على المزارعين والمستهلكين وحتى على الأمن المائي والبيئي.
واعتبر في حديث إلى "العربي" من الرباط أن "الجفاف الذي ضرب المغرب هذه السنة مسألة خطيرة جدًا، إذ سيكون له آثار سلبية على القطاع الزراعي وخصوصًا زراعة الحبوب".
وأضاف: "نحن المغاربة نستهلك كمية تقدر بمئة كيلو من الطحين للفرد سنويًا، ولذلك فإن التبعات المتوقعة لن تقتصر على المزارعين، بل ستشمل المستهلكين أيضًا".
وفيما أشار إلى بدء ارتفاع الأسعار في الأسواق كنتيجة لقلة المحاصيل، لفت إلى أن مربي الماشية بدأوا يشتكون من هذه الظاهرة.
وشدد الخبير الزراعي على أن تبعات الجفاف تتعدى ذلك إلى الأمن المائي، حيث تراجعت نسبة تخزين السدود إلى 64 حتى 70%، كما انخفضت مناسيب مياه الأنهار والوديان إلى 30%، وهذا ما قد يؤثر على ملوحة المياه والتربة.