لأن صحة الأم من صحة جنينها، يحرص الأطباء حكمًا على رعايتها رعاية مثلى خلال فترة الحمل، لجهة التغذية السليمة والبيئة النظيفة التي تعيش فيها الحامل.
إذ إن أي مؤثرات كيميائية قد يكون لها أثرها السيئ على صحة الجنين وهذه المرة على وظائف الرئة تحديدًا، إذ توصلت دراسة صدرت عن معهد "برشلونة" للصحة للعالمية ونشرت في مجلة "ENVIROMENTAL POLLUTION" إلى أن تعرض الأجنة في أرحام أمهاتهم لمادة الفثالات الكيميائية المستخدمة في كثير من الصناعات البلاستيكية وصناعة الطلاء يرتبط بانخفاض وظائف الرئة أثناء الطفولة.
ولا تستخدم الفثالات في صناعة البلاستيك والطلاء فقط، بل توجد في كثير من الصناعات بدءًا من ألعاب الأطفال، مرورًا بعلب الطعام والألبسة والمواد التجميلية، ومستحضرات العناية الشخصية والمنظفات.
ويبدأ تعرض الإنسان لهذه المواد الكيميائية مبكرًا إذ يعتقد أن أول هذا التعرض يكون داخل الرحم، مما يعني أن لها القدرة على اجتياز المشيمة.
وتعمل الفثالات على تقويض عمل الغدد الصماء، وتتسبب بعدد كبير من اضطرابات التكاثر والنمو واحتمال إصابة الأطفال بالربو، بعد ولادتهم، فقد وجد الباحثون أن مادة "أحادي بنزين الفثالات"، لها دور هام في الأثر الذي يظهر على الرئة.
وتستخدم هذه المواد الكيميائية لجعل المواد البلاستيكية أكثر متانة، وتنتقل للإنسان من خلال تناول طعام لامس هذه المواد، أو باستنشاق جزئيات من المادة التي يحملها الهواء، وذلك وفقًا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.
وتنتقل بعض الفثالات من المنتجات المحتوية عليها، عندما تبدأ هذه المنتجات بالتآكل، وتملأ المحيط وتنتشر مع الهواء والغبار والطعام.
وكانت دراسات أميركية سابقة، قد توصلت إلى أن مادة الفثالات موجودة في أغلفة الأغذية الجاهزة والمعلبة، ويمكنها أن تتسلل إلى المواد الغذائية، ومن ثم تدخل إلى معدة الشخص الذي يستهلكها.
ما هي خطورة مادة الفتلات؟
وفي هذا الإطار، يوضح المتخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية أنطوان أشقر، أن الفثالات وعدة مواد أخرى منها الـ" بيسفينول أ"، تتسبب باضطرابات هرمونية خاصة في الغدة، ومنع أو تحوير نمو الجنين.
ويضيف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، أن مادة الفثالات تنتقل عبر الجلد والحبل السري إلى المشيمة وحليب الأم خاصة في الفصل الأول من الحمل، مما يؤثر على تطور أو نمو الأعضاء، وقد يسبب بعضها سرطان الثدي والبروستات.
ويتابع أشقر أنه يمنع استخدام العلب البلاستيكية في المايكرويف لأن البيسفينول أ، ينتقل من العلب إلى الأطعمة عندما يتعرض لحرارة قوية، ويمكن بلعها بالأكل أو تنتقل عبر جلد، حسب نسبة البيسفينول أ الموجودة في البلاستيك.
وينصح أشقر بضرورة ارتداء القفازات التي لا تحتوي على البلاستيك، وعدم استخدام عبوات المياه البلاستيكية، وتجنب استعمال الرضاعات البلاستيكية، وعدم استعمال المعلبات الغذائية ووضعها في المايكرويف، حتى لا تنتقل إلى الأطعمة، مشددًا على أهمية تناول الغذاء الطازج.