لا يزال تطبيق "فيسبوك" سوقًا مزدهرة للاتجار غير المشروع بالحيوانات النادرة عبر الإنترنت، على الرغم من تعهد عملاق التكنولوجيا بالمساعدة في مكافحة هذه التجارة غير المشروعة، وفقًا لتحقيق جديد.
فقد ذكر تقرير لجماعة "أفاز" الحقوقية ومقرها الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، أن موقع فيسبوك أصبح "سوقًا مزدهرة" للتجارة غير المشروعة في الحياة البرية عبر الإنترنت، إذ يسمح ببيع العديد من الكائنات المهددة بشدة بالانقراض.
وقال باحثو الجماعة إن تحقيقًا بشأن منصة التواصل الاجتماعي كشف 129 منشورًا تدرج أنواعًا مهددة بالانقراض معروضة للبيع، بينها نمور صغيرة وببغاوات إفريقية رمادية والقرد القزم، أصغر قرد في العالم.
اتجار ممنوع بوضح النهار
شرحت روث ديلبير، الناشطة القانونية مع "أفاز" أن بحثهم "يظهر أن الاتجار بالحياة البرية على فيسبوك يحدث في وضح النهار".
وفي التفاصيل، "يعمل فيسبوك على تمكين تجارة دولية لها آثار مدمرة على التنوع البيولوجي واستقرار النظم البيئية الطبيعية وذلك من خلال عدم تطبيق سياساته بشكل كافٍ".
كما أوضح التقرير، أنه بناءً على النتائج التي توصلوا إليها يبدو أن تطبيق فيسبوك أزال 13% فقط من منشورات الاتجار بالحيوانات البرية النادرة التي عثروا عليها قبل أن يبلغ الباحثون عنها.
وبعد الإبلاغ عن المنشورات، أزال فيسبوك 43% فقط منها أسبوعيًا، على الرغم من أن "أفاز" نبهت الشركة عن هذه النشاطات المشبوهة باستخدام أداة "منشور التقرير" الخاصة بها.
Avaaz's research shows that Facebook is a giant online marketplace for wildlife trafficking - tigers, pangolins, parrots... everything is for sale on Facebook! They must #StopTheBloodyTrade now. Read more here: https://t.co/vj8QbyzgBV pic.twitter.com/vmdz71Ys00
— Avaaz (@Avaaz) April 13, 2022
"ميتا" ترد
في المقابل، تحظر قواعد فيسبوك المحتوى الذي يسعى إلى شراء أو بيع أو الاتجار أو التبرع أو تقديم الهدايا بالأنواع المهددة بالانقراض أو أجزائها.
وقال متحدث باسم شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك، لوكالة "رويترز" إنه ليس من الإنصاف الحكم على جهود فرض قواعد الشركة على أساس 129 منشورًا فقط، وأضاف أنها حذفت الصفحات التي تنتهك سياساتها.
وتابع المتحدث: "النتائج لا تعكس العمل المكثف الذي قمنا به لمكافحة الاتجار بالحياة البرية على فيسبوك"، مضيفًا أن الشركة أدخلت تقنية للعثور على مثل هذا المحتوى وإزالته وتحذير المستخدمين الذين يبحثون عنه.
ووفق تقرير لـ"العربي" من عام 2020 يُعد الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية رابع أكبر نشاط عابر للحدود الوطنية في العالم، حيث يأتي بعد المخدرات والاتجار بالبشر والتزوير.
ويصل حجم الاتجار غير المشروع بالحيوانات إلى أكثر من 23 مليار دولار سنويًا، ويرتبط بعدد لا يحصى من الأضرار بما في ذلك القسوة على الحيوانات عبر الضرب والتجويع، وتعريض الأنواع والنظم البيئية للخطر، بالإضافة إلى تغذية انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر مثل فيروس كورونا والإيبولا وحمى الضنك والجمرة الخبيثة وإنفلونزا الطيور.
وعام 2020 ساهمت جائحة كورونا وسياسات إقفال الحدود بشكل كبير في إعاقة شبكات الاتجار غير المشروع بالحيوانات حول العالم، قبل أن تعود وتزدهر اليوم.