قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور اليوم الأربعاء، إنّ هناك التزامًا على جميع الدول بأن توقف تمويل وتسهيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعد أن أشارت محكمة العدل الدولية إلى إمكانية أن تمثل تلك الأعمال إبادة جماعية.
ورأت الوزيرة أن قرار محكمة العدل الدولية يعد نجاحًا للقانون الدولي وخطوة للعدالة للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن "جنوب إفريقيا تبذل جهودًا للحفاظ على الشعب الفلسطيني ونيل حقه في تقرير المصير".
وقالت: إنّ "على الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية العمل على وقف الدعم لإسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.
وإذ أكدت أن على إسرائيل اتخاذ إجراءات سريعة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، أوضحت أن هناك مسؤولية تجاه ما يجري في غزة بناء على مبدأ التضامن الدولي.
النرويج تحذر من عواقب قطع تمويل "الأونروا"
من ناحية أخرى، حث وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي اليوم الأربعاء، الدول التي قطعت تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على النظر بعين الاعتبار لعواقب قرارها على سكان غزة، وفق ما أفاد به "رويترز".
والنرويج من أكبر المانحين للوكالة التابعة للأمم المتحدة، حيث أكدت الدولة التي تقع في شمال أوروبا أنها ستستمر في تمويل "الأونروا" حتى بعد مزاعم بأن بعض موظفيها شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على عكس عدد من الدول التي أوقفت التمويل مؤقتًا.
وكانت نحو 12 دولة من بينها الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا قد أعلنت التعليق المؤقت للتمويلات الجديدة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
"تجنب العقاب الجماعي"
وقال بارث إيدي "نناقش مسألة التمويل مع مانحين آخرين وسنواصل القيام بذلك في الأيام والأسابيع المقبلة"، مضيفًا أن أوسلو ستفي "بتعهداتها القوية تجاه الأونروا والشعب الفلسطيني".
وأضاف: "نحث الدول المانحة الأخرى على التفكير في التبعات الأوسع لقطع التمويل عن الأونروا".
وأردف: "الأونروا بمثابة شريان حياة للاجئين في غزة البالغ عددهم 1.5 مليون شخص. وتحتاج الوكالة إلى الدعم الدولي أكثر من أي وقت مضى".
واستطرد قائلًا: "لتجنب معاقبة ملايين الأشخاص بشكل جماعي، يتعين علينا أن نفرق بين ما قد يكون ارتُكب على يد أفراد وما تمثله الأونروا".
وذكر أن المسؤولين النرويجيين أُبلغوا بهذه المزاعم قبيل صدور البيان الصحافي للأمم المتحدة يوم الجمعة. وقال: "لم تُطلعنا السلطات الإسرائيلية على هذا الأمر".
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني قد حذر، الأحد، من أن تعليق بعض الدول تمويلها للوكالة الأممية "سيؤدي إلى توقف جميع أنشطتها الإنسانية لدعم الفلسطينيين في غضون بضعة أسابيع".
وتابع في بيان نشره لازاريني على "إكس": "نعتمد على دعم شركائنا حتى نتمكن من الحفاظ على استجابتنا الإنسانية لمليوني شخص بقطاع غزة واللاجئين الفلسطينيين في المنطقة".
يُذكر أنه منذ بداية العدوان على غزة، عمد الاحتلال الإسرائيل إلى إطلاق مزاعم تتهم موظفي "الأونروا" بالعمل لصالح حركة المقاومة الإسلامية "حماس".