انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعم تورّط أحد مسعفي منظمة "أطباء بلا حدود" في القتال بين قوات الاحتلال وسكان مدينة جنين بالضفة الغربية.
ويرتدي الرجل الذي يظهر في الفيديو سترة برتقالية مكتوب عليها "PMRS" أسفل دائرة صفراء. ووسط إطلاق النار، ركض نحو رجل ملقى على وجهه في أحد شوارع مدينة جنين، بينما كان الناس يصرخون وسمع إطلاق نار من حولهم.
ويأخذ الرجل بندقية هجومية من الرجل الملقى على وجهه، ويركض بضعة أقدام ويُسلّمها لرجل آخر يبدأ في إطلاق النار بينما يحتمي الرجل الذي يرتدي السترة البرتقالية.
ونشر حساب على موقع "إنستغرام" الفيديو مع تعليق يقول: "في هذا الفيديو الذي تم التقاطه اليوم في جنين، ذهب مسعف من أطباء بلا حدود إلى إرهابي أُصيب برصاص الجيش الإسرائيلي، ورفعه وأخذ سلاحه ثم أحضره إلى إرهابي آخر".
وأضاف الحساب: "لقد استغلّ المسعف بشكل أساسي منصبه إذ لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إطلاق النار عليه، لخرق القانون ومساعدة الإرهابيين في الحصول على سلاح".
ما حقيقة الفيديو؟
وبالبحث عن الحقيقة، وجدت وكالة "أسوشييتد برس" أنّ الفيديو مضلّل وأنّ الرجل ذا السترة البرتقالية لا يعمل لدى منظمة "أطباء بلا حدود".
وقال برين بروساك المتحدث باسم المنظمة للوكالة إنّ الرجل الذي يظهر في الفيديو لا يرتدي شعار منظمة أطباء بلا حدود أو أي تعريف آخر يتعلق بمنظمة أطباء بلا حدود".
وأوضح أنّ موظفي منظمة أطباء بلا حدود "لا يرتدون السترات البرتقالية التي تظهر في الفيديو، بل يُطلب من موظفينا في جميع أنحاء العالم ارتداء ملابس تحمل شعار منظمة أطباء بلا حدود".
وبالفعل، تُظهر صورة على موقع منظمة "أطباء بلا حدود" أعضاء من موظفيها يرتدون سترات بيضاء على ظهرها شعار المنظمة باللونين الأحمر والأبيض.
وأضاف بروساك أنّ منظمة "أطباء بلا حدود" لا تعمل في مناطق جنين، مشيرًا إلى أنّ المنظمة تدعم غرفة الطوارئ في مستشفى وزارة الصحة في جنين وحالات الطوارئ قبل دخول المستشفى. ولا يقوم طاقم المنظمة في جنين بتقديم الخدمات الإسعافية، ولا يُعالجون الناس في الشوارع".
واعتبر أنّ الفيديو المُضلّل "يُحرّض على العنف ويُشكّل تهديدًا خطيرًا ليس فقط لموظفي المنظمة بل لجميع العاملين في المجال الإنساني في المنطقة".
وتصاعد العنف في الضفة الغربية بما فيها جنين، تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.