حرص جيش الاحتلال في إطار حربه النفسية، على استخدام صورة النازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، للترويج إلى أنّ الشمال فرغ من سكانه.
وإذا كان كثير من سكان شمال قطاع غزة قد نزحوا إلى جنوبه قسرًا، حاملين أطفالهم وبعض ما تبقى لهم من أمتعة بحثًا عن فرصة نجاة، إلا أنّ مئات آلاف سكان شمال غزة قرّروا البقاء في أماكنهم رغم القصف غير المسبوق.
ما حقيقة نزوح جميع سكان شمال قطاع غزة؟
وأوضح مكتب الإعلام الحكومي في غزة أنّ جيش الاحتلال يسعى إلى تصوير شمال قطاع غزة وكأنّه منطقة خالية من السكان المدنيين للتفرّد بجرائمه في تلك المناطق.
وأضاف أنّ قرابة 800 ألف فلسطيني ما زالوا موجودين في محافظتي غزة وشمال القطاع، رغم مساعي جيش الاحتلال إلى إجبارهم على النزوح إلى الجنوب بالقصف الجوي والمدفعي المتواصلين.
وتوالت شهادات من قطاع غزة ردًا على رواية الاحتلال الكاذبة، حيث أكد عدد من المواطنين في شمال القطاع أنّ المنطقة لا تزال مأهولة بشكل كبير بالسكان.
وقالت صحافية فلسطينية من مخيم جباليا في شمال غزة إنّ أكثر من 30 ألف نازح لا يزالون في مستشفى الشفاء، مضيفة أنّ معظم سكان مخيم جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر ما زالوا في أماكنهم.
دعاية إسرائيلية كاذبة
بدوره، أكد أحد الكوادر الطبية الفلسطينية بقاء الآلاف هناك مع المصابين من عائلاتهم، مشدّدًا على أنّ شمال قطاع غزة لا يزال يعجّ بالسكان.
كما قال فلسطيني من داخل المستشفى الإندونيسي، إنّ الباقين في شمال غزة أكثر من الذين نزحوا"، محذرًا من روايات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتبر أنّها تأتي ضمن حرب نفسية بهدف التأثير على الفلسطينيين.
كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرات من الانصياع وراء رواية الاحتلال الإسرائيلي عن نزوح كافة سكان الشمال في غزة.
وقالت المدوّنة ندى حامد إنّ "عدد السكان في الشمال كبير جدًا، والترويج لنزوح جميع سكان الشمال إلى الجنوب غير صحيح، فالاحتلال يحاول أن يوهم العالم بأن الشمال فارغ حتى يعتبره مكانًا عسكريًا ويستهدفه بشكل أكبر وبعشوائية".
أما أنس مطر المقيم في غزة، فقال إنّ "أولاد عمه وعيالهم وكل أطفالهم وكل جيرانهم لا يزالون موجودين بالشمال. وإنّ الشمال مليء بالناس".
وأضاف مطر أنّ "الصورة الإعلامية الإسرائيلية الرائجة عن الشمال بأنه أُخلي تمامًا؛ ما هي إلا استفراد بالناس الذين لم يخرجوا من ديارهم بعد، كي يرتبكوا في حقهم المجازر بأريحية".