الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

تحول في الصراع.. انفصاليو أوكرانيا يحددون موعدًا لاستفتاء ضم دونباس

تحول في الصراع.. انفصاليو أوكرانيا يحددون موعدًا لاستفتاء ضم دونباس

شارك القصة

تقرير عن العرق الروسي ودوره في إقليم دونباس (الصورة: غيتي)
امتدح الرئيس الروسي فعالية أسلحته بينما أعلن حليفه مدفيديف المضي قدمًا باستفتاء في إقليم دونباس لضمه إلى روسيا في تحول كبير بمنحى الصراع.

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء أن الأسلحة الروسية تظهر فاعلية كبيرة في أوكرانيا وأن بلاده بحاجة لتعزيز قدرة صناعة الأسلحة لديها.

جاءت تصريحات بوتين فيما تعهدت كييف بـ"القضاء" على "التهديد" الروسي بعد الإعلان عن استفتاءات ستنظم حول ضم موسكو الأراضي الانفصالية الموالية لها في دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن مسؤولين محليين بأن الانفصاليين الذين عينتهم روسيا فيما يسمى بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" في شرق أوكرانيا، سيجرون استفتاء في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر/ أيلول على الانضمام لروسيا، فيما قالت "جمهورية لوغانسك الشعبية" الانفصالية أيضًا اليوم، إنها تعتزم إجراء استفتاء شبيه في الوقت نفسه.

"إعلان ميدفيديف"

وأعلن حليف بوتين والرئيس السابق لروسيا ديمتري ميدفيديف اليوم، أنه يفضل إجراء استفتاءات في المنطقتين لتصبحا رسميًا جزءًا من روسيا في خطوة من شأنها تصعيد المواجهة بين موسكو والغرب بشكل خطير.

ويمثل إعلان ميدفيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، تشديدًا للهجة الخطاب الروسي بشأن أوكرانيا، كما يمثل أقوى إشارة حتى الآن على أن الكرملين يفكر في المضي قُدمًا في خطة تعتبرها أوكرانيا والغرب أنها غير قانونية.

وأدلى ميدفيديف بتصريحاته في الوقت الذي يفكر فيه بوتين في خطواته التالية بالصراع المستمر، منذ قرابة سبعة شهور متسببًا في أكبر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وبعد الهزيمة الروسية في ساحة المعركة شمال شرق أوكرانيا.

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من مناقشة رئيسي جمهورية لوغانسك الشعبية وجمهورية دونيتسك الشعبية، المعلنتين بشكل أحادي الجانب والمدعومتين من روسيا، توحيد الجهود لإجراء استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا.

"تحول لا رجعة فيه"

وأشار ميدفيديف إلى أن دمج الجمهوريتين -المعروفتين معًا باسم دونباس- في روسيا سيكون خطوة لا رجعة فيها بمجرد إتمامها. ومن ثم فإن أي هجوم على المنطقتين بعد ذلك سوف يعد اعتداء على روسيا نفسها ويحق لها، بموجب قانونها، الرد دفاعًا عن النفس.

وقال ميدفيديف في منشور على تيليغرام: "التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام جميع قوات الدفاع عن النفس".

وأضاف أن "هذا هو سبب الخوف من هذه الاستفتاءات في كييف والغرب". وكتب أنه لن يتمكن أي زعيم روسي في المستقبل من إلغاء نتيجة الاستفتاءات دستوريًا.

وحرصت واشنطن والغرب حتى الآن على عدم تزويد أوكرانيا بأسلحة يمكن استخدامها لقصف الأراضي الروسية، وبدا تفسير ميدفيديف، لما سيعنيه الضم الفعلي قانونًا من وجهة نظر موسكو، تحذيرًا مستقبليًا للغرب.

وقال في منشوره: "ستغير (الاستفتاءات) تمامًا اتجاه تطور روسيا لعقود. وليس فقط لبلدنا. سيكون التحول الجيوسياسي للعالم لا رجعة فيه بمجرد دمج الأراضي الجديدة في روسيا".

أرض تحت النيران

ولم يتضح بعد كيفية إجراء الاستفتاءات نظرًا لأن القوات الروسية والقوات المدعومة من روسيا تسيطر فقط على 60% من منطقة دونيتسك، بينما تحاول القوات الأوكرانية استعادة لوغانسك.

وقال مسؤولون موالون لروسيا في وقت سابق: يمكن إجراء الاستفتاءات إلكترونيًا، وإن كل شيء جاهز فنيًا للمضي قدمًا بهذا الشأن.

وجاءت تعليقات ميدفيديف في الوقت الذي قالت فيه أوكرانيا إن قواتها استعادت السيطرة على قرية بيلوهوريفكا في لوغانسك، وتعمل لاستعادة كل المنطقة التي احتلتها القوات الروسية بالكامل حتى الآن.

وأظهرت لقطات مصورة لم يتم التحقق منها نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، القوات الأوكرانية في القرية التي تبعد عشرة كيلومترات فقط غرب مدينة ليسيتشانسك التي سقطت في أيدي القوات الروسية بعد أسابيع من المعارك الطاحنة في يوليو/ تموز.

وكتب حاكم لوغانسك سيرهي غايداي عبر تليغرام: "سيكون هناك قتال من أجل كل سنتيمتر، العدو يجهز دفاعه. لذلك لن ندخل ببساطة".

خطاب زيلينكسي

ووصفت روسيا السيطرة الكاملة على لوغانسك ودونيتسك المجاورة بأنها أهداف أساسية لما تطلق عليه "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، قائلة إن الناطقين بالروسية هناك يتعرضون للاضطهاد، وحتى القصف من جانب القوات الحكومية الأوكرانية، وهو ما تنفيه كييف.

وبدأت القوات الأوكرانية في التوغل في لوغانسك بعد طرد القوات الروسية من منطقة خاركيف شمال شرق البلاد في هجوم مضاد خاطف هذا الشهر.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون في ساعة متأخرة من مساء، أمس الإثنين: "من الواضح أن المحتلين في حالة ذعر"، مضيفا أنه يركز الآن على "السرعة التي تتحرك بها قواتنا، وسرعة استعادة الحياة الطبيعية" في المناطق المحررة.

كما لمح الرئيس الأوكراني إلى أنه سيستغل خطابًا بالفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، لدعوة الدول إلى تسريع تسليم الأسلحة والمساعدات لبلاده.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close