انطلق أربعة رواد فضاء في مهمة ممولة من القطاع الخاص، مدتها خمسة أيام، بهدف تنفيذ أول عملية سير تجارية في الفضاء.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، يموّل جاريد إسحاقمان، الملياردير الأميركي مؤسس شركة الدفع الإلكتروني "شيفت 4" مهمة "بولارس داون" (Polaris Dawn) ويقودها.
وهذه هي الرحلة الثانية التي قام إسحاقمان بتخطيطها. ففي عام 2021، سافر في مهمة "إنسبيريشن 4" وهي أول رحلة فضائية مدارية يقوم بها طاقم مدني بالكامل، والذي ضم أحد الناجين من مرض السرطان بالإضافة إلى مهندس بيانات فاز بمقعده في سحب.
طاقم مهمة "بولارس داون"
وهذه المرة، ينضم إلى إسحاقمان، الذي قضى آلاف الساعات في الطيران، طيار مقاتل عسكري متقاعد واثنين من موظفي شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك والتي تقوم بتشغيل المهمة.
وقد انطلق صاروخ "فالكون 9" من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في فلوريدا صباح الثلاثاء. وتم تأجيل محاولة سابقة لإطلاق الصاروخ الشهر الماضي قبل ساعات من إقلاعه بعد تسرب صغير للهيليوم على منصة الإطلاق.
ثم أجلت المهمة مرة أخرى عندما تم إيقاف الصاروخ مؤقتًا من قبل المنظمين الأميركيين لإجراء فحوصات.
وستستغرق الرحلة حوالي خمسة أيام وستأخذ مدارًا بيضاوي الشكل على ارتفاع يصل إلى 1400 كيلومتر من سطح الأرض.
ولم تتمكن حتى الآن سوى الوكالات الحكومية من تنفيذ عمليات السير في الفضاء، المعروفة باسم الأنشطة خارج المركبة (EVAs) لصعوبتها. وتم تنفيذ معظمها من محطة الفضاء الدولية ومحطة الفضاء الصينية "تيانغونغ".
20 دقيقة من السير في الفضاء
ومن المقرر أن تتم عملية السير في الفضاء في اليوم الثالث للمهمة على ارتفاع 435 ميلًا، وستستمر حوالي 20 دقيقة.
ونظرًا لأن مركبة "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس" لا تحتوي على غرفة معادلة الضغط، فإن رواد الفضاء الأربعة سيرتدون بزات فضائية من تصميم الشركة بينما يتم خفض ضغط المقصورة بأكملها. وسيخرج إسحاقمان، البالغ 41 عامًا، وموظفة سبيس إكس، سارة غيليس، البالغة 30 عامًا، من المركبة الفضائية المربوطة بخط أكسجين.
وقد بدأت الشركات الخاصة تأخذ زمام المبادرة تدريجيًا في رحلات الفضاء. وتعاقدت وكالة ناسا مع شركة "سبيس إكس" لإرسال رواد فضاء، بما في ذلك أول امرأة، إلى سطح القمر خلال هذا العقد.
وتحظى "سبيس إكس" بمنافسة شركة "بوينغ" التي واجهت مركبتها الفضائية ستارلاينر مؤخرًا مشكلات واضطرت إلى ترك اثنين من رواد فضاء ناسا عالقين في محطة الفضاء الدولية.
فبعد أن انطلق سوني ويليامز وبوتش ويلمور في مهمة على متن ستارلاينر كان من المفترض أن تستغرق أسبوعًا واحدًا في يونيو/ حزيران الماضي، فشل محرك الدفع وحدثت تسريبات للهيليوم، فعادت المركبة دون طاقمها. وسيبقى ويليامز وويلمور في المحطة الفضائية حتى فبراير/ شباط المقبل.