الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تداعيات تطال الأمن القومي.. هل تنجح أميركا بلجم خطر الذكاء الاصطناعي؟

تداعيات تطال الأمن القومي.. هل تنجح أميركا بلجم خطر الذكاء الاصطناعي؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" ناقشت ملف تطور الذكاء الاصطناعي على ضوء قرار الكونغرس الأميركي والرئيس جو بايدن التعامل بطريقة جدية معه ودخول أعضاء الكونغرس والحكومة دورات تدريبية لفهمه (الصورة: غيتي)
لا يزال خطر الذكاء الاصطناعي يستحوذ على النقاشات في العديد من دول العالم ومنها الولايات المتحدة التي تحاول إيجاد السبل اللازمة للحد من تداعيات تطوره.

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إدارته إلى بذل ما يمكن للتحقق من سلامة أنظمة الذكاء الاصطناعي قبل وصولها إلى الجمهور.

وطالب بايدن بإدارة مخاطر هذا الذكاء على الأمن القومي والاقتصاد، كما نبه في الوقت نفسه إلى التزامه بحماية سلامة الأميركيين بالتوازي مع حماية الخصوصية.

وكان بايدن ناقش في الآونة الأخيرة قضية الذكاء الاصطناعي مع قادة عالميين بينهم رئيس الوزراء البريطاني الذي ستعقد حكومته هذا العام أول قمة عالمية بخصوص سلامة هذه التكنولوجيا.

ولا يبدو الرئيس الأميركي بمعزل عن النقاشات الساخنة الدائرة في أروقة الكونغرس الذي اعترف أنه بقي على الهامش مدة طويلة، كما يقر بتواضع معرفة أعضائه بهذا الشأن، الأمر الذي يضع حجر عثرة في طريق وضع آلية تنظم الفوضى التي أحدثها الذكاء الاصطناعي.

هذه الأمور دفعت المشرعين الأميركيين إلى اقتراح تشكيل لجنة وطنية ستحدد طرقًا لحماية إمكانات الذكاء الاصطناعي وتوسيعها.

وما يحدث في الولايات المتحدة لا يمكن عزله عن الفكرة المنتشرة في أوساط صناع القرار حول العالم، ففي وقت تثار التحذيرات من مخاطر ناتجة عن الذكاء الاصطناعي، إلا أن ذلك لا يمنع وجود منافسة شرسة لتولي زمام قيادة تطوير هذا الذكاء في العالم.

هذا الأمر أشار إليه الكونغرس مع نهاية إحاطة قدمها للصحافة حول تشكيل اللجنة المختصة بالذكاء الاصطناعي، لكن عقدة النقاش تتركز حول كيفية وضع قواعد تحكم استخدام هذه التكنولوجيا لا تشبه تلك التي تستخدمها الحكومات لمواجهة أزمات الجوع والمرض وغيرها من المعضلات.

هل المخاوف من الذكاء الاصطناعي مشروعة؟

وفي هذا الإطار، يرى المستشار في الذكاء الاصطناعي أوز سلطان أن المخاوف الأميركية من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي والاقتصاد مشروعة خصوصًا في ظل زيادة الهجمات السيبرانية على الولايات المتحدة.

وأوضح في حديث إلى "العربي" من فيلاديلفيا أن التخوف من نتائج الذكاء الاصطناعي مشترك بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، لافتًا إلى قانون مشترك من الحزبين يسلط الضوء على المخاوف في هذا الإطار.

وأكد أن الانعكاسات الكبرى للذكاء الاصطناعي لا تزال تتطور وتتكشف حتى اليوم. 

"استخدام الذكاء الاصطناعي يحدد خطره"

بدوره، يؤكد غسان مراد أستاذ اللسانيات الحاسوبية ورئيس مركز الدراسات والأبحاث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية أن الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية، واستخدامها يحدد سلطتها وخطورتها من عدمها، مشددًا على أن المشكلة ليست بوجود تشريعات حولها إنما في كيفية استخدامها.

ورأى في حديث إلى "العربي" من بيروت أن العبرة بتنفيذ تلك القوانين المتعلقة بتنظيم الذكاء الاصطناعي، خصوصًا بوجود اختلافات حولها، متسائلًا حول ما إذا كانت التشريعات التي سيتم خلقها بهذا الإطار في أوروبا ستنطبق هي ذاتها على أميركا أو الصين أو دول أخرى.

وتحدث عن تضخيم إعلامي للذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أنه لن يشكل خطرًا مباشرة بشكل تقني إنما عملية استخدامه هي التي قد تشكل الخطر.

وحدد الذكاء الاصطناعي بأنه مؤلف من مجموعة من البرمجيات والخوارزميات التي يتم تدريبها من قبل البشر، مشيرًا إلى أن كيفية تدريبها وما يتم تلقينها هي ما سيحدد نتيجتها وخطورتها.

"لا فائز في حرب تطوير الذكاء الاصطناعي"

الباحث في شؤون الأمن القومي أديتيا راج كول اعتبر أن المخاوف من الذكاء الاصطناعي حقيقية، لافتًا إلى أن التشريعات في هذا الشأن لا تزال غائبة في مناطق كثير في آسيا كما في أوروبا.

ولفت لـ"العربي" من نيودلهي إلى أن ذكاء الإنسان هو الأساس في صنع الذكاء الاصطناعي، متحدثًا عن قلق أميركي من ممارسات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي بوجود 5 شركات كبرى صينية تعمل في هذا المجال.

وشدد على أن لا فائز في حرب تطوير الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع صدور تحديثات وتطوير لهذا الذكاء في كل شهر.

راج كول خلُص إلى ضرورة الحذر ووضع تشريعات تنظم هذا المجال لمعالجة المخاوف والتحولات التي قد تنجم عن الذكاء الاصطناعي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close