علّقت منظمة "أطباء بلا حدود" بالسودان، جميع أنشطتها الطبية في "ود مدني" بولاية الجزيرة، وأكدت إجلاء موظفيها بعد تعرض مجمع تابع لها في المدينة لهجوم مسلح، في ظل تواصل المعارك في البلاد منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وقالت المنظمة الدولية في بيان عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة إن "مسلحين هاجموا مجمعًا تابعًا للمنظمة في ود مدني، ونهبوا سيارتين وأشياء أخرى من المبنى، في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري".
تدهور أمني متسارع
وأضافت المنظمة غير حكومية أن التدهور الأمني في الأسابيع الأخيرة بالولاية دفع المنظمة إلى "تعليق جميع أنشطتها الطبية في مدينة ود مدني، وإجلاء موظفيها إلى مناطق أكثر أمانًا في السودان والدول المجاورة".
وبحسب البيان فقد رصدت الأمم المتحدة "فرار نحو 300 ألف شخص من ود مدني، بعد تصاعد العنف وسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة".
ولم توضح المنظمة في بيانها، طبيعة المجمع الذي تعرض للهجوم، وما إذا كان مخصصًا فقط للخدمات الطبية أم يستخدم أيضًا لإقامة بعض موظفيها.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربًا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل، وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أعلنت "قوات الدعم السريع" سيطرتها على مدينة ود مدني، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام، وفي اليوم التالي أعلن الجيش السوداني انسحاب قواته من المدينة.
وتعد "الجزيرة" الولاية المتاخمة للخرطوم من الجنوب، وذات كثافة سكانية عالية، وكانت قِبلة للنازحين من القتال في الخرطوم.
دعوات لحماية المدنييين
وفي السياق، ذكرت المنظمة أن العديد من الأشخاص في ود مدني "يعانون من حالة نزوح ثانية وشاقة نتيجة لاستمرار العنف" بعد لجوئهم إلى المدينة في وقت سابق بحثا عن الأمان.
وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها على "سكان ود مدني الذين لديهم فرص محدودة للغاية في الحصول على الرعاية الصحية والأدوية الأساسية".
ودعت "أطباء بلا حدود" قوات الدعم السريع إلى "حماية المدنيين في المدينة، وضمان وصولهم الآمن إلى خدمات الرعاية الصحية، من خلال احترام حيادية المرافق الطبية".
ولفتت إلى أنها لا تزال تقدم خدماتها وتدير أنشطتها في مواقع عدة بالسودان، بما في ذلك الخرطوم، وأم درمان، وولايات النيل الأبيض (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) والقضارف (شرق) وولايات غرب وشمال ووسط وجنوب دارفور (غرب).
والخميس، اتهم برنامج الأغذية العالمي، "قوات الدعم السريع" بنهب إمدادات غذائية تقدر بـ2500 طن بعد اقتحامها لمقر ومستودع المنظمة في ولاية الجزيرة.
وأحدث اندلاع الاشتباكات بالولاية أزمة إنسانية وخيمة، وموجة نزوح واسعة النطاق بعد انتشار القتال في أنحاء المنطقة، حسب بيان للمنظمة الدولية للهجرة، الخميس الماضي.
وبانتقال المعارك إلى الجزيرة، تنضم الأخيرة إلى 9 ولايات تشهد اشتباكات مستمرة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بينها العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، من أصل 18 ولاية.