الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تُذكّر بالحرب العالمية الثانية.. معركة شرق أوكرانيا "مختلفة جدًا"

تُذكّر بالحرب العالمية الثانية.. معركة شرق أوكرانيا "مختلفة جدًا"

شارك القصة

نافذة إخبارية عن استعداد روسي لشن هجوم واسع على دونيتسك ولوغانسك (الصورة: غيتي)
يبدو أن مركز الثقل يقع بالقرب من مدينة إيزيوم الشرقية، التي استولت عليها القوات الروسية الأسبوع الماضي أثناء محاولتها الارتباط بقوات أخرى في دونباس.

تستعدّ القوات الأوكرانية والروسية لمعركة وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"معركة أخيرة شرسة".

وتدفّق آلاف المدنيين إلى خارج إقليم دونباس، بينما أعادت القوات الروسية تمركزها لشنّ هجوم جديد على المنطقة الشرقية.

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أكدت أن المعركة هذه المرة "مختلفة بشكل كبير" عن معركة كييف التي شهدت تراجعًا للقوات الروسية، مخلفة الدبابات المشتعلة والمنازل المدمرة وراءها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الروس سيقاتلون في منطقة مألوفة لهم، في إشارة إلى الهجوم الروسي عام 2014، ومع خطوط إمداد أقصر، حيث سيكونون قادرين على الاعتماد على شبكة واسعة من القطارات لإعادة إمداد جيشهم، وهو الأمر الذي افتقدوه في كييف.

وبينما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك إن الجيش الأوكراني مستعد للتصدي للهجوم الجديد، أكد وزير الخارجية دميترو كوليبا أن كييف بحاجة إلى المزيد من الأسلحة التي سبق وأرسلتها بلدان حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وبشكل عاجل أيضًا.

وحذر كوليبا من أن معركة شرق أوكرانيا "ستذكّر العالم بالحرب العالمية الثانية".

مركز الثقل

ويبدو أن مركز الثقل يقع بالقرب من مدينة إيزيوم الشرقية، التي استولت عليها القوات الروسية الأسبوع الماضي أثناء محاولتها الارتباط بقوات أخرى في منطقة دونباس، في الجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا.

كما يحاول الروس أيضًا إنشاء ممر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم على البحر الأسود، والتي ضمّتها روسيا عام 2014.

وهناك دلائل أخرى على أن الجيشين الروسي والأوكراني يستعدّان لخوض معركة كبيرة في الشرق، بخاصّة بعدما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأحد الماضي، قافلة روسية من مئات المركبات تتحرك جنوبًا عبر بلدة فيليكي برلوك، شرق خاركيف وشمال إيزيوم.

وقال فرانز ستيفان غادي، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن للصحيفة: "ستكون هذه معركة واسعة النطاق مع مئات الدبابات والمركبات القتالية؛ ستكون وحشية للغاية"، مضيفًا أن نطاق العمليات العسكرية سيكون مختلفًا اختلافًا جوهريًا عن أي شيء شهدته المنطقة من قبل.

بدوره، قال كير جايلز من مركز أبحاث دراسات الصراع في بريطانيا للصحيفة إنه "عدا أن روسيا تعمل في مناطق مألوفة لها، فإنها ستكون قد تعلّمت من أخطائها في الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا. كما أن معظم السكك الحديد في الشرق كثيفة وتنتشر في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا".

مع ذلك، وعلى الرغم من كل المزايا الروسية المفترضة في الشرق، يشك البعض في أن الجيش سيكون أكثر فعالية في شرق أوكرانيا مما كان عليه في شمال كييف.

وقال مسؤولون غربيون إن القوات الروسية التي هاجمت العاصمة الأوكرانية تعرضت للضرر الشديد لدرجة أن العديد من الوحدات منهكة للغاية بحيث لا يمكنها بدء القتال مرة أخرى.

وأشاروا إلى أن العديد من الجنود الروس يعانون من معنويات منخفضة، مع رفض بعضهم القتال.

وشرح فريدريك دبليو كاجان، مدير مشروع التهديدات الحرجة في معهد "أميركان إنتربرايز" للصحيفة، أن الجيشين يواجهان تحديات شديدة في نهاية المطاف.

وأوضح أن "لدى الروس الكثير من الثقل ليحملوه، بالإضافة إلى الكثير من المشاكل، في المقابل يتمتّع الأوكرانيون بمعنويات عالية والكثير من التصميم، لكنهم، في الوقت نفسه، أقل عددًا وليس لديهم البنية التحتية لدولة عسكرية لدعمهم"، مضيفًا أن حظوظ الجيشين "متساوية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close