السبت 16 نوفمبر / November 2024

ترحيب أميركي ورفض تونسي.. "بوادر منعطف" في المواقف الدولية من سعيّد

ترحيب أميركي ورفض تونسي.. "بوادر منعطف" في المواقف الدولية من سعيّد

شارك القصة

يتناقض الترحيب الأميركي مع المواقف الداخلية الرافضة لما أعلنه قيس سعيّد والداعية إلى التظاهر ضدّ "الانقلاب" (غيتي)
يتناقض الترحيب الأميركي مع المواقف الداخلية الرافضة لما أعلنه قيس سعيّد والداعية إلى التظاهر ضدّ "الانقلاب" (غيتي)
قد تمثّل الخارطة الزمنية التي أعلنها سعيّد لإنهاء الحالة الاستثنائية منعرجًا مهمًا في علاقته بالخارج، لكنّها قد لا تكون حاسمة في إنهاء الرفض الداخلي لقراراته.

لا تزال "خارطة الطريق" التي أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيّد أخيرًا، ووضع بموجبها سقفًا زمنيًا لإجراءاته الاستثنائية ينتهي بعد قرابة عام من الآن، محور أخذ وردّ.

وفي هذا السياق، عبّرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان عن ترحيبها بإجراءات الرئيس قيس سعيّد، معربة في الوقت نفسه عن تطلّعها إلى إشراك مختلف الأطراف في بلورة ملامح المرحلة المقبلة.

وفُهِم هذا الترحيب الأميركي على أنّه "بوادر منعطف" في المواقف الدولية تجاه الرئيس سعيّد الذي بدأ يستجيب لدعوات العودة إلى المسار الديمقراطي، وفق بعض الآراء. لكنّ ذلك يتناقض مع المواقف الداخلية الرافضة لما أعلنه الرئيس، والداعية إلى التظاهر رفضًا للقرارات الرئاسية.

"منعرج مهم" في علاقة سعيّد بالخارج

وبحسب مراسل "العربي" في تونس، فقد فُهِمت خطوة الرئيس من قبل معارضين داخليًا على أنّها تتويج لما يسمّونه انقلابًا بإعلانه مسارًا لإعداد دستور جديد، في حين نُظِر إليها خارجيًا على أنّها تراجع واستجابة للضغوط الدولية والداخلية.

ويشير مراسلنا إلى أن الخارطة الزمنية التي أعلنها سعيّد لإنهاء الحالة الاستثنائية في البلاد قد تمثّل منعرجًا مهمًا في علاقته بالخارج، لكنّها قد لا تكون حاسمة في إنهاء الرفض الداخلي في ظلّ دعوات التصعيد من معارضيه.

ويذكّر بأنّ المواقف الدولية منذ بداية الأزمة بدت وكأنّها توازن بين الضغط السياسي من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي والخشية أن يؤدي ذلك إلى انهيار مؤسساتي محتمل بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ به البلاد.

مسؤولية "مقاومة الانقلاب"

وخلافًا للمواقف الخارجية، لم يلقَ خطاب سعيّد ترحيبًا في الداخل، حيث رأى معارضوه فيه "إمعانًا" في ما سمّوه انقلابًا على الدستور والمؤسسات، ورأوا الحيّز الزمني الذي أقرّه لاستكمال مرحلة الاستثناء مندرجًا في إطار سعيه لاستدامة الانفراد بالسلطة.

ويوضح الكاتب والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في حديث إلى "العربي"، أنّ "الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تدفع بالرئيس سعيّد إلى مربع، يمكن من داخله أن تواصل الضغط عليه من أجل العودة إلى فكرة إعادة المؤسسات الدستورية".

لكنّ معارضي سعيّد يقولون إنّ مواقفهم وطنية ولا تبنى على أساس المواقف الدولية. ومن هؤلاء العضو في حركة "مواطنون ضد الانقلاب" شيماء عيسى التي تؤكد لـ"العربي" أنّ "مسؤولية مقاومة الانقلاب وإسقاطه مسؤولية وطنية يتحمّلها الشعب التونسي والمناضلون والمناضلات"، مضيفة: "هذا شأننا وهذا ما سنحققه نحن بنضالاتنا ومواقفنا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close