اعتبرت إيران مساء السبت أن الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية "يحقق مصالح الشعوب المسلمة ودول المنطقة"، وذلك في وقت تواصلت فيه بيانات الترحيب العربية بالاتفاق الجديد.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، "سياستها الخارجية اتخذت خطوة مهمة في سياق التطبيق العملي لعقيدة السياسة الخارجية المتوازنة والدبلوماسية الديناميكية والتفاعل الذكي وفي اتجاه تجسيد سياسة الجوار واستكمال الخطوات الفعالة السابقة".
وأضافت أنه "نتيجة لمفاوضات مكثفة وعملية، تم التوصل إلى اتفاق بكين لوضع العلاقات بين إيران والسعودية على مسارها الطبيعي".
وأوضحت أنه من خلال هذا الاتفاق "أظهرت حكومة طهران أنها على طريق تأمين مصالح الشعب الإيراني وكذلك الشعوب المسلمة والأصدقاء والجيران في المنطقة، وكذلك استخدام الطاقات الإقليمية عازمة جديًا على تحقيق وترسيخ السلام والاستقرار الشاملين، وتأمين المصالح المشتركة والجماعية لحكومات وشعوب المنطقة".
كما أعربت عن ثقتها في "الدور والآثار الإيجابية لهذا الاتفاق في تأمين المصالح المشتركة لشعبي إيران والسعودية وباقي شعوب المنطقة".
ترحيب عربي واسع
وتوصلت ردود الأفعال المرحبة، أمس السبت، بالاتفاق السعودي الإيراني، وأيدت دول عربية خطوة الرياض، آملة أن يؤدي الاتفاق إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وانضمت كل من الإمارات ومصر وتونس واليمن وجيبوتي، للدول المرحبة بالاتفاق، الذي جرى برعاية صينية وتضمن إعلان إعادة فتح السفارات والممثليات بين الدولتين في غضون شهرين.
والجمعة، صدرت مواقف رسمية بالترحيب من كل من تركيا وقطر وباكستان، إضافة إلى الكويت وسلطنة عمان والبحرين، والأردن والعراق والجزائر، ولبنان والسودان وفلسطين.
كما رحبت به كل من منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، ورابطة العالم الإسلامي وحركة "حماس" الفلسطينية والمجلس الانتقالي اليمني، وجماعة الحوثي اليمنية حليفة إيران.
الإمارات ومصر
من جانبه أعرب الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان عن ترحيب الإمارات بالاتفاق السعودي الإيراني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية.
وأشار وزير خارجية الإمارات، إلى "أهمية هذه الخطوة ودورها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة"، مؤكدًا متانة العلاقات التاريخية بين الرياض وأبو ظبي.
أما في مصر، فقال أحمد فهمي، المتحدث باسم الرئاسة في بيان، إن بلاده "تثمن هذه الخطوة الهامة، والتوجه الذي انتهجته السعودية في هذا الصدد، من أجل إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي".
وأكد فهمي أن "مصر تتطلع إلى أن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويشكل فرصة سانحة لتأكيد توجهها نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة".
بدورها، رحبت تونس، في بيان للخارجية، بالاتفاق، آملة أن يساهم في تعزيز الاستقرار بالمنطقة.
من #الصين وبعد قطيعة استمرت لـ7 سنوات.. إليكم ما تضمنه اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين #السعودية و #إيران 👇 pic.twitter.com/XEwKaNkiXg
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) March 11, 2023
الخارجية اليمنية
وفي سياق متصل، أعربت الخارجية اليمينة، في بيان، عن أملها بأن "يشكل الاتفاق مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءًا بكف إيران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها (على الاتفاق) نتيجة للأوضاع الداخلية، والضغوط الدولية".
وأضافت: "موقف الحكومة اليمنية يعتمد على أساس الأفعال والممارسات لا الأقوال والادعاءات، ولذلك ستستمر في التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى ترى تغيرًا حقيقيًا في سلوكه".
وأشاد سفير جيبوتي، بالرياض، ضياء الدين بامخرمة بالاتفاق، عبر تغريدة على منصة تويتر، أمس السبت، قال فيها: "المكانة القيادية للسعودية المستمدة من حكمة ،وبعد نظر قيادتها يجعلنا دائمًا على ثقة فيما تتخذه من خطوات سياسية إقليمية ودولية، تراعي فيها مصالح شعبها وشعوب المنطقة".
وجاء الاتفاق السعودي الإيراني عقب استضافة بكين في "الفترة من 6- 10 مارس/ آذار الجاري مباحثات سعودية إيرانية، "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات"، وفق بيان مشترك ثلاثي.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجًا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".