الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تروستيانيتس الأوكرانية.. شاهدة على الحياة والموت في ظل الهجوم الروسي

تروستيانيتس الأوكرانية.. شاهدة على الحياة والموت في ظل الهجوم الروسي

شارك القصة

مراسل "العربي" يرصد تطورات المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية على الجبهات الشمالية والشرقية لكييف (الصورة: غيتي)
تحوّلت البلدة الواقعة في شمال شرق البلاد إلى أنقاض، مع هياكل الدبابات المشوّهة والأشجار المقطوعة، وشهادات الناجين من الحرب الروسية على أوكرانيا.

احتلت القوات الروسية بلدة تروستيانيتس في منطقة سومي شمالي خاركيف لمدة شهر؛ قبل أن يعلن الجيش الأوكراني تحريرها قبل أيام.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن البلدة الواقعة في شمال شرق البلاد، تحوّلت إلى أنقاض، مع هياكل الدبابات المشوّهة والأشجار المقطوعة، وشهادات الناجين من الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويتواجد آخر ثلاثة جنود روس في مشرحة البلدة، ببزاتهم الملطخة بالدماء والممزقة.

وأوضحت الصحيفة أن شهادات الناجين تسلّط الضوء على الكراهية والوحشية التي خلفتها الحرب".

"يوم التحرير"

وبعد مرور أكثر من شهر على الحرب، تحقق القوات الأوكرانية الآن مكاسب على الأرض، بينما تنسحب القوات الروسية من مواقعها شمال كييف.

وانسحبت القوات الروسية من تروستيانتس في 26 مارس/ آذار الماضي، في ما أسماه السكان بـ"يوم التحرير".

وبعد أن توجّه بعض سكان البلدة، والتي تأوي حوالي 19000 نسمة وتقع على بعد حوالي 20 ميلاً من الحدود الروسية، إلى الأقبية والملاجئ في بداية الهجوم على بلدتهم، ساروا، الجمعة، في شوارعها المدمرة، وقاموا بفرز الأنقاض مع استعادة ساعات من الكهرباء لأول مرة منذ أسابيع.

وقالت أولينا فولكوفا، كبيرة الأطباء في مستشفى البلدة ونائبة رئيس مجلس المدينة: "لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن تكون هذه الحرب بالدبابات والصواريخ ممكنة، وضد من؟ المدنيين المسالمين؟ هذه همجية حقيقية".

طريق لمهاجمة كييف

بدأت الحرب في تروستانيتس في 24 فبراير، وسرعان ما تحوّلت إلى طريق للدبابات الروسية المتوجّهة إلى كييف. واجه سكان المدينة القوات الروسية بما لديهم من أسلحة ثقيلة في الأيام الأولى للحرب.

في أقصى الغرب، سرعان ما واجهت الحملة الهجومية الخاطفة نحو كييف مقاومة أوكرانية شرسة، مما أوقف الروس عن الوصول إلى العاصمة، ما يعني أنه سيتعين على الجنود احتلال تروستيانيتس بدلًا من مجرد التحرّك عبرها.

وانتشر حوالي 800 جندي في المدينة، وبنوا عشرات نقاط التفتيش التي قطعت البلدة إلى شبكة من الأحياء المعزولة. وقال شهود من السكان للصحيفة إن الأرتال الروسية الأولى التي احتلت المدينة "سمحت لهم بسحب الجثث من الشوارع".

وفي مناسبات قليلة، فتحت القوات الروسية "ممرات إنسانية" للمدنيين لمغادرة البلدة. وفي وقت مبكر من الهجوم، بدأ عناصر شرطة البلدية بالعمل بزيهم المدني، ضمن فرق المقاومة الأوكرانية.

ومع مرور الأيام، بدأ الطعام يشحّ، بينما بدأ الجنود الروس بنهب المنازل والمتاجر، وحتى مصنع الشوكولاتة المحلي.

وبحلول منتصف مارس، نُقل الجنود الروس إلى خارج المدينة، واستبدلوا بالمقاتلين الانفصاليين الذين تم إحضارهم من الجنوب الشرقي، لتبدأ الفظائع بالحصول.

وقال شهود: "لقد كانوا وقحين وغاضبين، ولم نتمكن من التفاوض معهم حول أي شيء، فتشوا الشقق، وأخذوا الهواتف، واختطفوا الناس، وأخذوهم بعيدًا، ومعظمهم من الشباب، وما زلنا لا نعرف أين أصبحوا".

وحتى يوم الجمعة الماضي، تلقت شرطة البلدة 15 بلاغًا عن مفقودين.

أما في المشرحة، بجانب الجنود الروس الثلاثة القتلى، فأشارت الدكتورة فولكوفا إلى كيس جثث في زاوية الغرفة. وقالت: "لقد تعرّض هذا الشخص للتعذيب حتى الموت. تمّ ربط يديه وساقيه بشريط لاصق، وأسنانه مفقودة ووجهه مشوّه بالكامل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close