مع دخول العملية الروسية يومها الـ 38 ضد أوكرانيا، أكدت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني "تحرير" كامل منطقة كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها. وفي وقت تسلك كييف وموسكو مسارًا تفاوضيًا تبدو المحادثات كما أفاد الكرملين بأنها "ليست سهلة".
وكتبت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، اليوم السبت، على فيسبوك إن "إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها حررت من الغزاة".
وشهدت كل هذه المدن معارك طاحنة منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وأعلن الأوكرانيون مساء الإثنين، أنهم استعادوا السيطرة على إيربين التي سقطت في أيدي الروس منذ نهاية فبراير الماضي.
انسحاب سريع للقوات الروسية
وفي السياق ذاته، أكدت الحكومة الأوكرانية، اليوم السبت، أن القوات الروسية تنفذ "انسحابًا سريعًا" من مناطق كييف وتشيرنيهيف في شمال أوكرانيا بهدف إعادة الانتشار في اتجاه الشرق والجنوب.
إلى ذلك، دفن 280 شخصًا "في مقابر جماعية" في مدينة بوتشا شمال غربي كييف التي شهدت معارك طاحنة، وتمكن الجنود الأوكرانيون من استعادتها أخيرًا.
وأوضح رئيس بلدية المدينة أناتولي فيدوروك لوكالة "فرانس برس" اليوم السبت، أن الدفن في المقابر الثلاث التابعة للبلدية كان مستحيلًا كونها على مرمى من قصف الجنود الروس، وفق قوله.
ومضى رئيس البلدية قائلا: "في بعض الشوارع شاهدنا 15 إلى 20 جثة على الأرض"، لكن "لا أستطيع تحديد عدد الجثث التي ما زالت موجودة في الفناءات خلف السياجات".
ولفت إلى أنه ما دام خبراء إزالة الألغام لم يأتوا لفحص الجثث، فمن غير المستحسن انتشالها، إذ يمكن أن تكون ملغومة، وفق فيدوروك، الذي أضاف: "هذه هي نتائج الاحتلال الروسي وممارسات العدو".
ولم تتمكن القوات الأوكرانية من دخول كامل بوتشا إلا قبل يوم أو يومين بعد أن تعذر الوصول إليها لمدة ناهزت شهرًا.
ووزع العسكريون الأوكرانيون مساعدات على السكان للمرة الأولى منذ سيطرت الحكومة على المدينة مجدّدًا.
ولفت رئيس البلدية إلى أن "نساء ورجالًا من كلّ الأعمار" لقوا حتفهم، من بينهم "شاب قد يكون عمره 14 عامًا".
وأضاف: "في الشارع، هناك دائمًا سيارات تضم عائلات كاملة مقتولة: أطفال ونساء وجدّات ورجال".
وأفادت الحكومة الأوكرانية السبت، بأن القوات الروسية تقوم "بانسحاب سريع" من منطقتي كييف وتشرنيهيف في شمال أوكرانيا بهدف إعادة الانتشار في شرق البلاد وجنوبها.
يذكر أن 4 ملايين شخص فروا إلى خارج أوكرانيا منذ بدأ الهجوم الروسي عليها فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، فيما نزح داخليًا 6.5 ملايين آخرين، كما أجبر مليونا طفل على الفرار من البلاد، وأكثر من 2.5 مليون طفل نزحوا داخليًا.
وهناك 13 مليون شخص تقطعت بهم السبل في المناطق المتضررة أو غير قادرين على المغادرة، وفق الأمم المتحدة.
مفاوضات ليست سهلة
وبخصوص مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، اليوم السبت، إن محادثات روسيا مع أوكرانيا ليست سهلة لكن الشيء المهم أنها مستمرة.
وقال بيسكوف: إن روسيا تود مواصلة المحادثات مع أوكرانيا في بيلاروسيا المجاورة والحليفة لبوتين، لكن كييف تعترض على ذلك.
وعقدت روسيا وأوكرانيا عدة جولات من المحادثات في بيلاروسيا، الشهر الماضي قبل أن يجتمع وفدا البلدين في إسطنبول بحر الأسبوع الماضي. وحينها أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن المحادثات حققت نتائج كبيرة.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن بيسكوف أدلى بهذه التصريحات في مقابلة مع تلفزيون بيلاروسيا، ومن المقرر أن تذاع في وقت لاحق اليوم.
وينتظر إعلان روسيا "ردها" على المقترحات التي قدمتها أوكرانيا خلال المفاوضات التي جرت في مدينة إسطنبول التركية بحر الأسبوع الماضي.