لكثرة أشغالها، انقطعت الفتاة المغربية مليكة أمدال عن الدراسة لمساعدة والديها، فهي تجمع الخضروات وحطب التدفئة في شتاء بارد، شأنها شأن إخوتها الأربعة أيضًا.
لكن مليكة قلبت الآية وغادرت الريف إلى المدينة، واستطاعت بما يشبه المعجزة العودة إلى صفوف الدرس بعد سنتين من الانقطاع، حيث تستفيد في أحد المراكز مع ثلاثين فتاة أخرى من الإطعام والدروس والإيواء مجانًا.
فقد أطلقت جمعية "سمنيد للتنمية الاجتماعية" مشروع إيواء الطالبات منذ 2018، إذ يعد مشروعًا فريدًا من نوعه بالمنطقة.
وتتطلع الجمعية لتوسيع مساعداتها وإنشاء فروع جديدة لها، لكنها بحاجة إلى رفع مخصصات الدعم الخاص والحكومي لمواجهة ظاهرة التسرب المدرسي الذي تفوق نسبته 10% تقريبًا بإقليم أزيلال وحده بالتعليم بين الابتدائي والإعدادي. حسب مراسل "العربي".
ما هي أسباب التسرب المدرسي؟
وفي هذا الإطار، يوضح رئيس جمعية "سمنيد" عمر مجان أن إقليم أزيلال يقع في وسط المغرب ومعروف بصعوبة تضاريسه، بحيث تصعب فيه التنمية، كما أنه يتكون من 44 جماعة ترابية، 90% منها من الجماعات القروية، التي تعد أحد الأسباب التي تفرض على تلميذات القرى الانقطاع عن الدراسة، بالإضافة إلى أسباب أخرى اجتماعية وثقافية ناهيك عن قلة الإمكانيات.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من إقليم أزيلال أن العائلات في القرى تفضل أن تبقى التلميذة إلى جانب الأسرة.
بسبب صعوبة المعيشة والظروف الاقتصادية.. منظمات مدنية في #المغرب تفتتح مراكز تعليمية للفتيات في الأرياف 👇 تقرير: عبد الصمد جطيوي pic.twitter.com/4iuW1SERXz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 18, 2023
وحول ما إذا كانت هناك حملات توعية للأولياء لتحفيزهم وإقناعهم بضرورة استمرار التلاميذ، وتحديدًا الفتيات في الدراسة، يشير مجان إلى أن هناك مبادرات من المؤسسات الحكومية خاصة في بداية كل موسم دراسي، عبر التنسيق مع النيابة العامة والسلطات المحلية لحث الأسر في هذا الإطار، بالإضافة إلى الأنشطة والحملات الموازية لفعاليات المجتمع المدني.
ويبين أنهم في مؤسسة سمنيد واجهوا صعوبات في إقناع الأسرة بأن تتابع التلميذة دراستها، مشيرًا إلى أنه مع كل موسم دراسي تنتقل المؤسسات إلى عمق الجبال من أجل إقناع الأسر بما يتعلق بهذا الموضوع.
وحول عمالة الفتيات في الأرياف، يشير مجان إلى أن هذا الأمر من المشاكل التي تزيد من التسرب المدرسي، بسبب ضعف الإمكانيات الاجتماعية للأسرة، لافتًا إلى أن العائلة تعتبر الفتاة السند الوحيد في الأشغال اليومية للأسرة، حيث إن الأطفال الذين ينقطعون عن الدراسة يتوجهون إلى المدن الكبرى، أما الفتاة فتبقى مع أسرتها في انتظار الزواج.
ويردف أن الجمعية تركز على الفتيات من فئة الأيتام والمتميزات دراسيًا، واللواتي يوجدن في ظروف اجتماعية صعبة، لذلك فإن الفرصة تعطى لمن يستحق.