حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية، ليعزز بذلك قبضته على السلطة، في وقت اعتبر فيه الغرب أن هذه الانتخابات لم تكن "حرة أو نزيهة" وجاءت وسط أجواء من "القمع والترهيب".
وأشاد الكرملين اليوم الإثنين بالفوز الذي حققه بوتين في الانتخابات، مشيرًا إلى أنه تعبير عن دعم الروس "لمساره".
"نتيجة مثالية"
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "نتيجة مثالية بشكل استثنائي للرئيس الحالي بوتين.. وأبلغ تأكيد على دعم شعب بلادنا لرئيسه والتفافه حول مساره".
وتصدر المرشح المستقل فلاديمير بوتين نتائج التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية بنسبة 87.33%، بعد فرز 99.1% من الأصوات في أقاليم وجمهوريات ومقاطعات ومدن روسيا الفدرالية.
وأعلنت رئيسة لجنة الانتخابات الروسية إيلا بامفيلوفا أن التصويت في الانتخابات الرئاسية سجل أعلى نسبة في تاريخ البلاد بلغت 77.44%، بتصويت أكثر من 87.1 مليون مواطن.
وأظهرت النتائج أن المرشح الشيوعي نيكولاي خاريتونوف جاء في المركز الثاني بنسبة تقل قليلا عن أربعة بالمئة، بينما حل الوافد الجديد فلاديسلاف دافانكوف في المركز الثالث، وجاء المرشح القومي المتطرف ليونيد سلوتسكي في المركز الرابع.
وتعني النتائج أن بوتين (71 عامًا) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات ستجعله يتفوق على جوزيف ستالين ليصبح أطول زعماء روسيا بقاء في المنصب منذ أكثر من 200 عام.
وقال بوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفيتية (كي.جي.بي) والذي صعد إلى السلطة لأول مرة في عام 1999، لأنصاره في خطاب النصر في موسكو إنه سيعطي أولوية لحل المسائل المتعلقة بما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" تنفذها روسيا في أوكرانيا وسيعزز قوة الجيش الروسي.
وأضاف بوتين: "أمامنا العديد من المهام. ولكن عندما نتوحد، بغض النظر عمن يريد ترهيبنا أو قمعنا، لم ينجح أحد في التاريخ على الإطلاق في ذلك، ولم ينجحوا الآن، ولن ينجحوا أبدًا في المستقبل".
وهتف أنصاره "بوتين، بوتين، بوتين" عندما ظهر على منصة وهتفوا "روسيا، روسيا، روسيا" بعدما ألقى خطاب إعلان فوزه.
الانتخابات لم تكن "حرة أو نزيهة"
في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وغيرها من البلدان إن الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة بسبب سجن المعارضين السياسيين والرقابة.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بوتين يسعى إلى "أن يحكم إلى الأبد".
وكتب زيلينسكي في رسالة على الشبكات الاجتماعية: "من الواضح للجميع أن هذا الشخص، كما حصل غالبًا في التاريخ، مهووس بالسلطة ويبذل ما في وسعه للحكم إلى الأبد"، مؤكدًا أن الانتخابات الروسية لا تتمتع "بأي شرعية".
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الإثنين، لصحافيين في بروكسل إن "هذه الانتخابات ارتكزت على القمع والترهيب"، ولم تكن "حرة أو نزيهة".
كما اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الإثنين أن إعادة انتخاب بوتين تمّت في عملية اقتراع "دون خيار" آخر بعد قمع كل أشكال المعارضة.
ورأت وزارة الخارجية الفرنسية أن "الظروف لانتخابات حرة، تعددية، وديمقراطية" كانت غائبة "مرة أخرى" في روسيا التي يحكمها بوتين منذ نحو ربع قرن.
بدور، رفض وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، اليوم الإثنين، نتائج الانتخابات في روسيا، معتبرًا أنها تظهر مدى "القمع" في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.
واتهم كاميرون في بيان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"إبعاد خصومه السياسيين، والسيطرة على وسائل الإعلام، ومن ثم تنصيب نفسه فائزًا. هذه ليست ديمقراطية".
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الانتخابات "لم تكن حرّة ولا نزيهة". وقال: "نواصل العمل من أجل سلام عادل سيدفع روسيا لوضع حد للعدوان على أوكرانيا، بما يتوافق مع القانون الدولي".
كما وصف وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي الانتخابات بأنها "مسرحية هزلية".
وكانت بولندا اعتبرت أمس الأحد أن الانتخابات الرئاسية في روسيا "غير قانونية وغير حرة وغير نزيهة"، لافتة إلى أنها جرت "في مناخ من القمع الشديد" وفي المناطق المحتلة من أوكرانيا، مما يشكل انتهاكا للقانون الدولي.