طوى العدوان على قطاع غزة يومًا جديدًا اقترف فيه الاحتلال الإسرائيلي مزيدًا من المجازر غير آبه بالتحذيرات الدولية والأممية.
وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع ارتفاع حصيلة العدوان إلى 16 ألفًا و248 شهيدًا وأكثر من 43 ألفًا و616 جريحًا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن "طفلًا واحدًا يُقتل كل 10 دقائق بمعدل وسطي في قطاع غزة"، فيما رأت الأمم المتحدة أنه "من المستحيل" إنشاء ما يسمى بمناطق آمنة يفر إليها المدنيون داخل قطاع غزة وسط حملة القصف الإسرائيلية.
الاحتلال يقصف وسط وجنوب القطاع
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء مبنى سكنيًا لعائلة اليازجي جنوب حي الشيخ رضوان في غزة، حيث استشهد وأصيب العشرات بينهم أطفال ونساء، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
كما قصف طيران الاحتلال منزلًا في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
كما أفاد مراسل "العربي" بأن آليات الاحتلال الإسرائيلي توغلت بالقرب من مستشفى دار السلام على مشارف بني سهيلا شرقي خانيونس.
وأفاد مسؤولون في قطاع الصحة بأن 45 شخصًا على الأقل استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منازل في دير البلح بوسط قطاع غزة.
وقد حمّل القيادي في حركة حماس أسامة حمدان "الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر بسبب دعمها للاحتلال في حربه على غزة".
وقال حمدان، في مؤتمر صحافي من بيروت: "الاحتلال يستهدف كل مقومات الحياة الإنسانية في قطاع غزة بدعم أميركي".
عمليات المقاومة ضد آليات الاحتلال
وتستمر المقاومة بمواجهة عملية جيش الاحتلال البرية، حيث أكدت سرايا القدس استهداف آلية لجيش الاحتلال بقذيفة RPG قرب مخبز العودة في محور التقدم شرقي خانيونس.
كما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" استهداف 10 جنود إسرائيليين و"الإجهاز عليهم" من مسافة صفر في محور شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكرت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة من 8 جنود بقذيفة مضادة للأفراد وحققوا فيها "إصابة مباشرة".
كما استهدف مقاتلوها 3 آليات إسرائيلية بقذائف الياسين 105 شرقي مدينة خانيونس، كما استهدفوا دبابة لجيش الاحتلال متوغلة في المكان.
صواريخ المقاومة تستهدف تل أبيب
وعصر الثلاثاء، أطلقت القسام رشقة صاروخية نحو تل أبيب ردًا على المجازر بحق المدنيين.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن 15 صاروخًا على الأقل أطلقت في الرشقة الأخيرة.
وقد دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب تزامنًا مع إطلاق الصواريخ. وتسبب سقوط صاروخ بمدينة عسقلان في إصابة 5 أشخاص وإلحاق أضرار بمبنى سكني.
في المقابل، كشف الجيش الإسرائيلي أنه أطلق أكثر من 100 ألف قذيفة مدفعية على غزة منذ بداية التوغل البري أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما أعلن الجيش مساء الثلاثاء، مقتل ضابطين في معارك بشمالي قطاع غزة، ما يرفع الحصيلة المعلنة لقتلاه اليوم إلى 7.
وقال الجيش، في بيان، إن "الرائد (احتياط) متان دماري (31 عامًا)، من ديمونا (جنوب)، قائد فصيلة في سرية النيران 215، والرقيب إيلي إلياهو كوهين (23 عامًا)، من بيت نحميا (وسط)، مقاتل في الكتيبة 7008، قتلا في معارك بشمال قطاع غزة".
تصعيد جنوب لبنان
وعلى الجبهة الموازية لغزة في جنوب لبنان، أفاد مراسل العربي بأن "الجيش الإسرائيلي استهدف بالقنابل الفوسفورية أطراف بلدات ميس الجبل وعيتا الشعب والقوزح جنوبي لبنان".
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن إسرائيل "استهدفت مساء الثلاثاء، مزرعة لتربية الدواجن في المنطقة الواقعة بين بلدة أرنون ومجرى نهر الخردلي (جنوب) ما أدى إلى استشهاد عامل سوري وجرح 2 من أفراد عائلته".
واستشهد عسكري لبناني وأصيب ثلاثة آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد مراكزهم في جنوب البلاد، وفق ما أعلن الجيش.
كما أعلن الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان "استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي في كريات شمونة برشقتين صاروخيتين".
وأعلن حزب الله عن استهدافه 10 مواقع عسكرية وتجمعات لجنود إسرائيليين بالقرب من الحدود الجنوبية اللبنانية. وقال الحزب في سلسلة بيانات، إن مقاتليه استهدفوا موقعي جل العلام والضهيرة بـ"الأسلحة المناسبة وحققوا إصابات مباشرة".
دعوات لوقف العدوان على غزة
وبعيدًا عن التطورات الميدانية، استقبلت الدوحة قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ44، حيث عبّر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن أسفه لقبول المجتمع الدولي باستمرار العدوان والانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقال إن قطر تدعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات بخصوص العدوان في غزة. وأضاف أنه "من العار على جبين المجتمع الدولي أن يتيح لهذه الجريمة النكراء أن تستمر لمدة قاربت الشهرين، تواصل فيها القتل الممنهج والمقصود للمدنيين الأبرياء العزل، بمن فيهم النساء والأطفال".
كما أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة واجهت تحديات كبيرة خلال الفترة الماضية، إلا أنه شدد على أن الجهود القطرية مستمرة وقنوات الاتصال مع الأطراف مفتوحة.
كذلك حذّرت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز من أنّ توسّع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى جنوب القطاع يمكن أن يؤدّي إلى "سيناريو أكثر رعبًا" قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه.
واعتبر وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن "قادة إسرائيل يقودون معركة تصفية للشعوب في لبنان وغزة"، فيما شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة وقف "المجازر الإسرائيلية" في قطاع غزة، محذرًا من إمكانية أن تتحول إلى حرب إقليمية في المنطقة.
وأكّد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن توجه بلده نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مستمر حتى لو لم تحصل على الدعم الكافي" داخل الاتحاد الأوروبي.