حذّر الرئيس التونسي قيس سعيد، الخميس، من "مؤامرات تحاك" ضد بلاده تصل إلى حد "الاغتيال".
جاء ذلك في مقطع مصور بثته الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية عبر "فيسبوك"، بالتزامن مع بدء معارضين إضرابًا عن الطعام للمطالبة بـ"استئناف المسار الديمقراطي والتنديد بالحكم الفردي".
وحذر سعيد من أن "هناك ما يدبر في تونس من مؤامرات تصل عند اقتراحات بعضهم إلى حد الاغتيال، وهناك مكالمة هاتفية بحسب وزير الداخلية تتحدث حتى عن يوم الاغتيال"، دون تفاصيل أكثر.
وأضاف: "لينتبه التونسيون إلى ما يدبر اليوم من قبل بعض الخونة (لم يسمهم) الذين باعوا ضمائرهم للمخابرات الأجنبية لاغتيال عدد من المسؤولين".
وتابع: "نحن لا تهمنا الحياة بل يهمنا أن نكون في مستوى الثقة التي أعطانا إياها الشعب، نحن على علم بما يدبرون في الداخل والخارج".
ومضى سعيد قائلًا: "نحن في حاجة إلى تطهير البلاد وأن يكون لكل مواطن الحق في أن يعيش محفوظ الكرامة وحرًا"، حسب المصدر ذاته.
وفي أغسطس/ آب الماضي، اتهم الرئيس التونسي في تصريحات أطرافًا سياسية بالسعي إلى ضرب الدولة والقيام بمحاولات تصل إلى حد التفكير بالاغتيال والقتل وسفك الدماء.
وقال سعيد: "بالنسبة إلى هؤلاء الذين يتحدثون آناء الليل وأطراف النهار ويتعرضون للأعراض ويكذبون ويقولون إن مرجعيتهم هي الإسلام، ليتذكروا قوله سبحانه قل الحق ولو كان على نفسك"، على حد قوله.
وأضاف: "أين هم من الإسلام ومن مقاصد الإسلام، كيف يتعرضون لأعراض النساء والرجال ويكذبون، والكذب من أدوات السياسة".
في المقابل، دعت حركة النهضة التونسية، الأجهزة الأمنية والقضائية للعمل على كشف "المؤامرات" التي تحدث عنها رئيس الجمهورية قيس سعيّد.
وأكّدت الحركة، في بيان أصدرته، التزامها بقوانين الدولة والعمل في إطارها واحترام مؤسساتها واعتماد الحوار أسلوبًا وحيدًا لحلّ الخلافات.
وحذرت "النهضة" من "كل المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية التي تعمل على جرّ البلاد إلى عدم الاستقرار والحدّ من الحريات وانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين".
كما أعربت الحركة عن "انشغالها الشديد بما ورد في كلمة الرئيس سعيد من إشارة إلى وجود مؤامرات خطيرة تهدد أمن البلاد والأمن الشخصي له".
وعبرت عن استنكارها "لتلك المؤامرات وإدانتها لها، وتنبيه عموم التونسيين إلى خطورتها وتداعياتها، ودعوتهم كافة إلى اليقظة والتصدي لمثل هذه الأجندات إن تأكدت".
إضراب عن الطعام
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" دخول نواب برلمان وشخصيات سياسية أبرزهم الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، في إضراب عن الطعام، "رفضًا للحكم الفردي وإخماد أصوات المعارضين".
و"مواطنون ضد الانقلاب" هي مبادرة شعبية قدمت مقترح خريطة طريق لإنهاء الأزمة السياسية في تونس، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في النّصف الثّاني من 2022.
ومنذ 25 يوليو الماضي، تشهد تونس أزمة سياسية، جراء إجراءات استثنائية منها: تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.