أثارت الحملة الأخيرة لترحيل اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلدهم الأم، جدلًا واسعًا من جديد، وسط انتقادات لقرار السلطات اللبنانية.
وكانت شُنت حملة أمنية مكثفة يقودها الجيش اللبناني والمديرية العامة للأمن العام لضبط وترحيل السوريين المقيمين بطريقة "غير قانونية"، جراء توصيات من حكومة تصريف الأعمال.
ونشر لاجئون سوريون تسجيلات مصورة تناشد السلطات اللبنانية والمجتمع الدولي منع ترحيلهم إلى سوريا.
دعوات لوقف ترحيل السوريين
وقال الناشط السوري أحمد الحنيني: "نتمنى من جميع السوريين والعرب وكل العالم المشاركة في إيقاف هذه الجريمة بحق السوريين في لبنان، وهي ترحيلهم إلى نظام الأسد المجرم".
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي منتصف الشهر الجاري: "نحن الذين أصرينا على أن تكون المساعدات المقدمة للنازحين السوريين لتشجيعهم على العودة إلى بلادهم وليس للبقاء في لبنان".
بدوره، أكد مجلس النواب اللبناني ترحيل السوريين "غير الشرعيين"، وحثّ على تشكيل لجنة لتنسيق عمليات الترحيل، وهو أمر أثار انتقادات للسلطات اللبنانية بتسليمها اللاجئين السوريين إلى نظام بشار الأسد.
وعلق أحد الأشخاص على حسابه في "إكس" بقوله: "الدولة اللبنانية الشقيقة قامت بتسليم 2000 لاجئ سوري إلى نظام المجرم بشار الأسد، ضمن قافلة ترحيل هي الأكبر. إضافة إلى 400 آخرين يقبعون في سجونها وتنوي تسليمهم في دفعة ثانية.. والمعتقلون يناشدون الجميع من أجل إنقاذهم".
كما اعتبرت أسماء أن "ترحيل السوريين إلى سوريا جريمة". وقالت: "تخيّل شعور أي لاجئ أو لاجئة هرب(ت) من سوريا، من نظام مجرم ومن مسالخ سادية أن يتم إرجاعه إلى الكابوس نفسه، الذي هرب منه بقرارات دولية وتواطؤ جمعي على المواطن السوري".
خطوة "تعسفية"
أمام ذلك، وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمليات ترحيل اللاجئين السوريين بـ"التعسفية والقسرية". ووثقت المنظمة ترحيل ناشطين معارضين.
وقالت المنظمة: "على الحكومات الأخرى التي تقدم التمويل للجيش اللبناني والأمن العام الضغط عليهما لإنهاء عمليات الترحيل غير القانونية، وباقي الانتهاكات لحقوق السوريين".
ويعيش في لبنان أكثر من 800 ألف سوري مسجلون لدى منظمة الأمم المتحدة، وفق "هيومن رايتس ووتش"، فيما تقول السلطات في بيروت، إن لبنان يستضيف نحو مليوني لاجئ دخلوا البلاد منذ العام 2011 ورحل منهم نحو 13 ألف لاجئ إلى سوريا في 300 عملية مختلفة منذ العام 2023.
كما اتخذت 27 بلدية في لبنان إجراءات تحد من قدرة اللاجئين السوريين على العيش في البلاد، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وقال الناشط السوري المقيم في الولايات المتحدة عمر الشغري: "هذا تحذير طارئ، اللاجئون في لبنان بحاجة إليكم الآن".
ومضى يقول: "لذلك سواء كنت في الغرب أو الشرق، رجاء تحدث وانشر عنهم من فضلك. الأمر عاجل".