استخدمت قوات الأمن السودانية، الغاز المسيل للدموع للتصدي للمتظاهرين المناهضين للجيش في العاصمة الخرطوم، وذلك في "مليونية الشهداء"، التي انطلقت اليوم الأحد، للمطالبة بحكم مدني في البلاد بعدما سيطر العسكر على السلطة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وأطلقت قوات الأمن السودانية، قنابل غاز مسيلة للدموع، وقنابل صوتية لتفريق متظاهرين كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي بالخرطوم.
وكان آلاف السودانيين بدأوا في وقت سابق، التظاهر في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية، للمطالبة بـ"الحكم المدني الديمقراطي".
🔴 الخرطوم كالعادة موكب ليس له أول من آخر. ٢ يناير ٢٠٢٢ #مليونية2يناير #الردة_مستحيلة pic.twitter.com/g6j0RAKp8U
— Rola Ahmed 🇸🇩 (@TheBlackKarius) January 2, 2022
وخرج المتظاهرون في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان، إضافة إلى مدن بورتسودان، والمناقل.
وردّد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية، شعارات تندد بالاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوبًا عليها، "الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، و"لا تفاوض، لا شراكة"، ولا مساومة"، "و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".
تعطيل خدمات الإنترنت
وتعطلت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأحد قبل التظاهرة المقررة، فيما أغلقت جميع الجسور الموصلة مباشرة للعاصمة.
والسبت دعا "تجمع المهنيين السودانيين"، وهو قائد الحراك الشعبي ضد "الانقلاب"، و"لجان المقاومة"، إلى تظاهرات اليوم الأحد، تحت شعار "الوفاء للشهداء"، تنديدًا بالاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بالحكم المدني.
وتأتي احتجاجات اليوم الأحد، بعد مقتل ستة محتجين وإصابة المئات في تظاهرات مناهضة لحكم الجيش بأنحاء البلاد يوم الخميس الماضي.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية: إن إجمالي الوفيات منذ بدء حملة قوات الأمن في أكتوبر 2021، بلغ الآن 54 حالة.
وسيطر الجيش على السلطة في انقلاب يوم 25 أكتوبر 2021 أنهى اتفاقًا لاقتسام السلطة مع قوى سياسية مدنية.
وكان من المفترض أن يمهد الاتفاق الذي أُبرم في 2019 الطريق لحكومة انتقالية وفي نهاية المطاف انتخابات بعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير.
استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري
واستمرت الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري حتى بعد إعادة عبد الله حمدوك لمنصب رئيس الوزراء الشهر الماضي، مع احتجاجات اليوم الأحد إيذانًا بالجولة الثانية عشرة من التظاهرات منذ "الانقلاب" المذكور.
ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وتمكن بعض الأشخاص من نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر احتجاجات في عدة مدن أخرى بما في ذلك الدمازين وبورتسودان.
وفي كلمة بمناسبة عيد استقلال السودان بثها التلفزيون يوم الجمعة الماضية، قال البرهان: إن "الخلافات على السلطة وفقدان الأرواح تعني أن على الجميع استخدام صوت العقل".
وأضاف أن "الطريقة الوحيدة للحكم هي عن طريق التفويض الشعبي من خلال الانتخابات".
وكان مجلس السيادة السوداني، أعاد الأسبوع الماضي، صلاحيات الاعتقال والاحتجاز والمصادرة لجهاز المخابرات.