انقطعت الاتصالات عن معظم السودانيين اليوم الإثنين، فيما يعتقد مصدران في قطاع الاتصالات، ووكالة السودان للأنباء المتحالفة مع الجيش أنها خطوة متعمدة من قوات الدعم السريع التي تخوض قتالًا مع الجيش.
ولم تعلق قوات الدعم السريع، لكن مصدرًا منها أشار إلى أن القوات شبه العسكرية لا علاقة لها بانقطاع الاتصالات، حسب وكالة رويترز.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن كثيرا من السودانيين قالوا إنهم لا يستطيعون الوصول إلى أفراد عائلاتهم، مما يفاقم آثار الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني التي أجبرت أكثر من 7,5 ملايين شخص على الخروج من منازلهم، وأثارت تحذيرات من مجاعة.
تعطل شبكات الاتصالات في أنحاء السودان
ويعتمد ملايين على الدفع عبر الإنترنت لشراء المواد الغذائية وغيرها من الضروريات التي لا يمكن الوصول إليها الآن بسبب تعطل الشبكة.
من جهتها، نشرت منظمة "نتبلوكس" التي تراقب الإنترنت بيانات على منصة إكس أمس الأحد، أظهرت أن الاتصال لاثنين من مقدمي الخدمة الرئيسيين، "إم.تي.إن سودان" المملوكة لجنوب إفريقيا و"سوداني" المملوكة للدولة، انخفض إلى صفر وقرب الصفر بدءًا من يوم الجمعة.
بدورها، قالت وكالة السودان للأنباء "سونا" والمصدران من الاتصالات: إن "قوات الدعم السريع قطعت اتصالات مقدمي الخدمة مع مطالبتها بإصلاح انقطاع الشبكة في المنطقة الغربية من دارفور التي تسيطر عليها إلى حد كبير".
ولم يتضح على الفور سبب الانقطاع في دارفور، فيما ألقى مصدر قوات الدعم السريع بمسؤولية انقطاع الاتصالات في الولاية على عاتق الجيش، قائلًا: إنه "أمر بقطع الاتصالات لمدة أشهر هناك ومناطق أخرى وهو ما لم يثر قلقًا خارجيًا مماثًلا.
وفيما لم يحدد الجهة المسؤولة عن انقطاع الاتصالات في مناطق أخرى من البلاد، قال: إنه لا "علاقة لقوات الدعم السريع بها".
وتسيطر الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مرافق شركات الاتصالات. وقال مصدران في قطاع الاتصالات إن قوات الدعم السريع تمكنت من إغلاق الشبكات دون التسبب في أضرار دائمة.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر ووكالة الأنباء السودانية بأن قوات الدعم السريع أجبرت أيضًا شركة "زين" السودان المملوكة للكويت، المزود الرئيسي الثالث للخدمة في السودان، على وقف الخدمة في ولاية نهر النيل ومدينة بورتسودان الخاضعتين لسيطرة الجيش.
بدورها، أفادت شركة "زين"، في بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك، اليوم الإثنين، أن موظفيها "يعملون في ظل ظروف صعبة وقاسية وخطيرة جدًا، و(زين) تود الإشارة إلى أن انقطاع الشبكة الحالي يرجع إلى ظروف خارجة عن إرادتها".
ورفض ممثل لشركة "سوداني" التعليق، لكن الشركة قالت يوم السبت على فيسبوك إنها تعمل على استعادة الخدمة.
وقالت "إم.تي.إن غروب" الشركة الأم لشركة "إم.تي.إن" في بيان لرويترز اليوم الإثنين، إن الانقطاع نشأ عن الصراع المستمر.
وأضافت أن "إم.تي.إن سودان" تعمل بنشاط مع أصحاب المصلحة المعنيين لتقليل مدة هذا الانقطاع.
وتعرضت أبراج الشبكات وخطوط الكهرباء والبنية التحتية الأخرى لأضرار في القتال في أنحاء السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان.
وألقت الحرب بالسودان في خضم أكبر أزمة نزوح في العالم، وواجه الجانبان اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الإثنين من أن طفلًا واحدًا على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم الكبير للنازحين في دارفور.