الأحد 15 Sep / September 2024

تعليق محادثات جدة وسط جولة قتال جديدة.. ما سبب تصعيد الجيش السوداني؟

تعليق محادثات جدة وسط جولة قتال جديدة.. ما سبب تصعيد الجيش السوداني؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على تبعات تعليق الجيش السوداني مشاركته في محادثات جدة (الصورة: رويترز)
بينما علّق الجيش السوداني مشاركته بالمباحثات الجارية في مدينة جدة، احتج على ما وصفه بـ"نقض قوات الدعم السريع لبنود اتفاق وقف إطلاق النار".

علّق الجيش السوداني، في خضم جولة جديدة من القتال، مشاركته في المباحثات مع قوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية.

واحتج الجيش على ما وصفه بنقض قوات الدعم لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتحديدًا ما يتعلق بالانسحاب من المرافق العامة والخاصة ومواصلة هجماتها على مواقع الجيش في العاصمة والولايات الأخرى.

"إفشال منبر جدة"

وفي أول تعليق لها، ردت قوات الدعم السريع على قرار الجيش باعتبار هذه الخطوة "محاولة لتقويض الهدنة وإفشال منبر جدة"، محملة إياه المسؤولية كاملة عن عرقلة المحادثات عبر استمراره في خرق الهدنة الإنسانية.

وبحسب قوات الدعم، "يواصل الجيش القصف بالطائرات والمدافع الثقيلة ويسيّر الكتائب من الأقاليم إلى العاصمة".

وزادت على ذلك الإشارة إلى لجوء قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لاستخدام "القوة المميتة"، بعدما خاطب جنوده وسط العاصمة الخرطوم بأن يكونوا جاهزين لـ"مواصلة القتال حتى تحقيق النصر"، كما قال وقتها.

وبينما تحتدم معركة تبادل الاتهامات بخرق التهدئة الواحدة تلو الأخرى، تجتهد الآلية الموسعة المعنية بالأزمة السودانية المنبثقة عن قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي التابع للاتحاد الإفريقي في سعيها لرسم خارطة طريق تمنع أي تدخل خارجي، وتأمين وقف فوري ودائم وشامل وغير مشروط للأعمال العدائية.

في غضون ذلك، تتواصل معاناة السودانيين نتيجة الانقطاع المتكرر للمساعدات، مع تحذيرات من قبل الأمم المتحدة بانحدار البلاد إلى حافة المجاعة.

يأتي ذلك في ظل موجات نزوح ولجوء لا تتوقف، وفي وقت تنهش عمليات السلب والنهب مناطق واسعة، لا سيما في العاصمة السودانية الخرطوم.

"تريد فرض أمر واقع"

تعليقًا على المشهد، يلفت رئيس تحرير صحيفة "الرواية الأولى" السودانية مجدي عبد العزيز، إلى أن القوات المسلحة السودانية هي "المؤسسة الدستورية المسؤولة عن الأمن في البلاد، وتقع عليها أيضًا المسؤولية الإنسانية"، وفق تعبيره.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن "مفاوضي القوات المسلحة ذهبوا إلى جدة وهم يحملون معهم وثائق واضحة ودامغة للانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب التي قامت بها الميليشيا المتمردة؛ مثل احتلال المستشفيات واتخاذها منطلقات عسكرية وكذلك الدخول إلى بيوت الناس وعمليات الخطف والاغتصاب".

وبينما يرى أن اتفاقية جدة جاءت واضحة المعالم وتحدثت عن بنود محددة، يعتبر أن "الميليشيا استغلت بدء هدنة الأيام السبعة وأعادت تموضعها، ولم تنفذ العديد من البنود ناهيك عن وقف إطلاق النار".

ويردف بأنه "عندما تحدّث الوسطاء عن تمديد الهدنة، أظهرت القوات المسلحة حسن نيتها، ومع بداية هدنة الخمسة أيام أعادت القوات المتمردة تموضعها وحاولت احتلال بعض المواقع".

ويرى أن البرهان يتصرف الآن من منطلق "رد الفعل"، ويتساءل: "القوات المتمردة تريد الآن فرض أمر واقع، فكيف لا يقوم الجيش بأي رد فعل على ذلك؟".

ويؤكد أن "الحديث عن رفض القوات المسلحة وقف الحرب غير صحيح"، لافتًا إلى أن "الدليل هو أنها ذهبت ووقعت اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد".

ويقول: "لو بادر الطرف الآخر وخرج من المستشفيات ونفذ الشروط المطلوبة منه، لكنا رأينا ربما وقفًا شاملًا لإطلاق النار".

"فقدان القدرة على الحل العسكري"

من جانبه، يرى الباحث في مركز "سدرا" للدراسات عبد الكريم جبريل القوني، أن الموضوع واضح جدًا؛ "هناك حرب في السودان يعاني منها الشعب فقط".

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من جوهانسبورغ، بأن "المواطن السوداني إن لم يمت بالطيران سيموت من الرصاص الطائش أو الجوع"، مؤكدًا أن البلاد كلها تنادي الآن بوقف الحرب، وكذلك دول الجوار والأمم المتحدة، وقوات الدعم السريع، والاتحاد الإفريقي.

وفيما يشدد على وجوب وقف هذه الحرب حتى يرتاح الشعب السوداني ولو قليلًا، يلفت إلى أن "الجهة الوحيدة التي ترفض ذلك حتى الآن هي الجيش السوداني".

ويشرح أن "قوات الدعم السريع هي أول من وافق على اجتماع جدة وباركه، وأرسلت وفودًا أظهرت رغبة بوقف الحرب، لكن الجيش هو الوحيد الذي يضع عراقيل، وهو لا يريد حلًا تفاوضيًا".

ويعتبر أن "الجيش السوداني فقد المقدرة على الحل العسكري"، والدليل على ذلك برأيه أنه "طلب من المواطنين الدفاع عن أنفسهم".

"يتم تأدية أعمال مسرحية"

بدوره، يتحدث السفير الأميركي السابق لدى السودان تيموثي كارني عن بعض الأسئلة التي يجب طرحها في الوضع الراهن؛ "فما الذي تعرفه واشنطن والرياض عن تعليق المحادثات من قبل البرهان، وما هي آلية المراقبة للنظر في الانتهاكات، وهل تُعد قوات الدعم السريع الجهة الوحيدة المنتهكة أم أن الجيش يقوم أيضًا ببعض الانتهاكات في الهدن؟".

كما يسأل في مداخلته عبر "العربي" من ماساتشوستس: ما هي "لعبة البرهان" الآن عبر الإصرار على تعليق المحادثات؟

وبينما يشير إلى طلب قائد الجيش منذ أيام تغيير مبعوث الأمم المتحدة في السودان، يرى أن "هناك بعض الأعمال المسرحية التي تؤدّى"، ويقول: "ربما لأن الأشخاص الذين يلعبون الآن يؤمنون بأن هناك حلًا عسكريًا ويمكنهم الفوز بهذه المعركة". 

ويؤكد "وجوب أن نرى ردة فعل من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على تعليق البرهان للمحادثات"، معربًا عن اعتقاده بأن "العقوبات غير مفيدة إلا إذا كانت على نطاق واسع". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close