فيما تصعّد بريطانيا تضييقاتها على اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تحقيقًا يزعم أن عمليات إجلاء لاعبات كرة القدم الأفغانيات تضمنت "لاعبات مزيّفات"، مشككًا في استحقاقهن اللجوء في المملكة المتحدة.
والتقرير الذي قد يمثل خطرًا على حياة اللاعبات وعائلاتهن بعدما هربن من حكم طالبان، أثار حملة انتقادات واسعة طالت الإذاعة، وقد وصفته بعض اللاعبات بأنه "صادم ومخيب للآمال".
"خرجن بأوراق مزيفة"
نشرت "بي بي سي" التحقيق قبل أيام، وتحدثت فيه عن إجلاء نحو 130 شخصًا من كابُل إلى المملكة المتحدة بعد أشهر قليلة من سقوط العاصمة الأفغانية بيد حركة طالبان في أغسطس/ آب 2021.
وقالت إن من بين هؤلاء 35 سيدة من فريق كرة القدم الأفغانية للسيدات برفقة عائلاتهن، حيث تم إجلاؤهن خوفًا على حياتهن وإمكانية تعرضهن للعقاب بسبب مشاركتهن في الرياضة.
وذكر معدو التقرير بأنهم تمكنوا من الوصول إلى قائمة الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم، ليتبيّن أن نحو 13 لاعبة لم يكن لاعبات من الدرجة الأولى، وادعين ذلك في أثناء عملية الإجلاء. كما ذكر التقرير أن الفتيات خرجن من أفغانستان بـ"أوراق مزيفة".
ونقلت الإذاعة عن إحدى اللاعبات قولها: "لقد حظرت حركة طالبان الرياضة على النساء والفتيات، وتركنا في أفغانستان بلا مستقبل، وهذا يجعلني أشعر بالحزن الشديد لأننا اللاعبات الحقيقيات، وليس كبعض من جرى إجلاؤهن".
تمييز عنصري ضد اللاجئات الأفغانيات
وأثار التحقيق غضبًا واسعًا وموجة انتقادات لاذعة، حيث اعتبر البعض أن "بي بي سي" كشفت تمييزها العنصري ضد اللاجئين.
في وقت تصعّد فيه #بريطانيا تضييقاتها على اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين.. بي بي سي تنشر تحقيقاً يزعم أن عمليات إجلاء لاعبات كرة القدم الأفغانيات تضمنت "لاعبات مزيفات" ما قد يمثل خطراً على حياتهنّ#أفغانستان pic.twitter.com/Z2lejq8kYd
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) March 22, 2023
وكتب كريس كليبسون منتقدًا: "من الرائع أن نرى بي بي سي تكرس مصادرها للتحقيق والتقليل من سمعة النساء من بين الفئات الأكثر ضعفًا وتمييزًا في العالم".
بدورها، أشارت زينب مظفري على تويتر، إلى أنها أجرت مكالمة مع بعض الفتيات في أفغانستان، لافتة إلى أن "شائعات انتشرت بينهن بأنهن إذا أجرين مقابلة مع وسائل الإعلام فسيتم إجلاؤهن إلى الغرب".
وأضافت: "هذا ما أحدثه مقال لبي بي سي بين النساء. إن الأمور تزداد سوءًا".
مغردة أخرى أوضحت أنها إحدى اللاعبات في الفريق، قالت إنه أمر محبط للغاية أن تقرأ شيئًا كهذا عن فريقها.
وأردفت: "كلنا نستحق الحرية. لا أحد من زملائي في الفريق يستحق العيش تحت حكم طالبان. نشعر بالحزن على الفتيات اللواتي تُركن في أفغانستان، ولكن هذا ليس خطأنا. سنواصل الكفاح من أجلهن".
أما مزهدة هويدا، فكتبت: "شكرًا لكم على مهاجمتنا بدلًا من مساعدتنا ودعمنا! لقد جعلتم الوضع أكثر خطورة بالنسبة إلينا. أنا قلقة على عائلتي والنساء في أفغانستان اللاتي يتعرضن لخطر أكبر بعد هذا الخبر".