السبت 16 نوفمبر / November 2024

للشباب فقط.. حركة طالبان تعيد فتح الجامعات في أفغانستان

للشباب فقط.. حركة طالبان تعيد فتح الجامعات في أفغانستان

شارك القصة

تحقيق خاص بـ"عين المكان" يكشف المدارس السريّة للبنات في أفغانستان تحت حكم نظام طالبان (الصورة: رويترز)
أثار منع حركة طالبان الفتيات من ارتياد الجامعات موجة إدانات في كل دول العالم، وبينها دول إسلامية.

بعد عطلة شتاء طويلة، عاد الشباب إلى مقاعد الدراسة في الجامعات الأفغانية، اليوم الإثنين، بخلاف الشابات اللواتي ما زالت حكومة طالبان تحرمهن من التعليم.

ويأتي قرار طالبان في سياق قيود كثيرة انتهكت حقوق النساء في أفغانستان منذ عودة الحركة إلى الحكم في أغسطس/ آب 2021. وأثار منع الفتيات من ارتياد الجامعات موجة إدانات في كل دول العالم، وبينها دول إسلامية.

وقالت راحلة (22 عامًا)، من إقليم غور في وسط البلاد، "أشعر بحزن شديد لرؤية الشبّان يذهبون إلى الجامعة بينما نبقى نحن في المنزل".

بدورها، أفصحت وحيدة دوراني التي أُجبرت على التوقف عن متابعة دراستها في مجال الصحافة في هرات (غرب) بقولها: "إذا تعلّمت الفتيات والنساء الأفغانيات، فلن يقبلن أبدًا بحكومة تستغل الإسلام والقرآن. سيدافعن عن حقوقهن... وهذا ما تخشاه الحكومة".

قواعد جديدة للجامعات

وحظر وزير التعليم العالي ندا محمد نديم، في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، على النساء ارتياد الجامعات وبرر قراره بـ"عدم التزام الطالبات، التعليمات بشأن الحجاب"، في إشارة إلى إلزامية تغطية المرأة رأسها ووجهها وجسدها بالكامل في أفغانستان، بالإضافة إلى الخروج برفقة محرم.

وكانت الجامعات قد وضعت قواعد جديدة بعد عودة طالبان إلى السلطة هدفت فصل صفوف الشباب عن الشابات. ولم يُسمح لهن بتلقي الدروس إلا من معلمات أو رجال مسنين.

وقال محمد حسيب حبيب زاده، وهو طالب في مجال علوم الكمبيوتر في هرات: "من المؤلم أن نرى آلاف الفتيات محرومات من التعليم في أيامنا".

وفي حين يقول مسؤولون في طالبان إن منع الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية والجامعات مؤقت، لم تحدد الحركة جدولاً زمنيًا لإعادة فتح هذه المؤسسات، علمًا بأن المدارس الثانوية مغلقة أمام الفتيات منذ عام ونصف العام.

"معارضة التعليم الحديث"

وفي وقت سابق، بررت سلطات الحركة الإغلاق بحجج عديدة منها عدم وجود عدد كاف من الأساتذة وعدم توفر المال الكافي، أو أن المدارس ستفتح أبوابها أمام الفتيات بعد وضع منهج إسلامي.

ولكن بعض المسؤولين فيها اعترفوا بأن الزعيم الأعلى للحركة، هبة الله أخوند زاده، وأوساطه يعارضون التعليم الحديث وخصوصًا للفتيات والنساء.

وشكّل قرار طالبان بحظر التعليم للشابات صدمة بالنسبة للأفغانيات اللواتي خضن امتحانات الدخول إلى الجامعات قبل أقل من ثلاثة أشهر.

ورغم تعهُّد حركة طالبان بإبداء مرونة أكبر بعد توليها السلطة، إلّا أنها سرعان ما عادت إلى تفسيرها المتشدّد الذي طبع حكمها بين 1996 و2001.

وزادت حركة طالبان تدريجيًا التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجورًا زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل.

ولم يعد يحقّ للنساء السفر من دون محرم وينبغي عليهن ارتداء البرقع.

وحظرت الحركة في نوفمبر/ تشرين الثاني على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.

ويربط المجتمع الدولي الاعتراف بنظام طالبان ومنح أفغانستان مساعدات إنسانية ومالية تحتاج إليها بشدة، باحترام الحركة لحقوق الإنسان وخصوصاً حقوق النساء في التعليم والعمل.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close