مع استئناف إسرائيل عدوانها على غزة واستهدافها المدنيين في جنوب القطاع بوتيرة عالية وسقوط المزيد من الشهداء لفتت صحف عالمية إلى نية إسرائيل في تهجير الفلسطينيين، مكررة نكبة العام 1948.
فقد رأت "الأوبزرفر" في افتتاحيتها أن العدوان الإسرائيلي المتزايد على المدنيين في غزة من شأنه إثارة الشكوك حول هدف إسرائيل النهائي بفرض نزوح جماعي للفلسطينيين على غرار ما حدث في 1948 إلى الدول العربية المجاورة.
وبحسب الصحيفة، فإن إنشاء منطقة عازلة دائمة باقتطاع الأراضي النادرة من قطاع غزة المكتظ بالسكان هو أحد أهداف إسرائيل الإستراتيجية في عدوانها.
ورأت الصحيفة أن الخلاف الرئيسي الأميركي الإسرائيلي بشأن تجنب استهداف المدنيين في غزة من شأنه أن يترك آثارًا سلبية دائمة على إسرائيل.
هل من خلاف أميركي إسرائيلي؟
وكتبت مجلة "بوليتيكو" أنه على إسرائيل حماية المدنيين أو المخاطرة بالفشل الإستراتيجي في غزة، مبرزة خلافًا أميركيًا إسرائيليًا بشأن إستراتيجية الحرب.
ونقلت عن "البنتاغون" قوله إن الدرس المستفاد من الحروب هو أنه لا يمكنك الفوز في حرب المدن، إلا من خلال حماية المدنيين.
وأضافت أن الولايات المتحدة تعلمت دروسًا قاسية في العراق وأفغانستان، فيما يتعلق بقتل وتهجير المدنيين، واعترفت بأن خوض حرب في مركز حضاري كثيف السكان يضع أعباء كبيرة على دول الاحتلال.
وطأة العيش في مساحة صغيرة
من جانبها، أشارت صحيفة "الغارديان" إلى أن إسرائيل أجبرت سكان شمال غزة على الانتقال جنوبًا، ما وضع السكان تحت وطأة العيش في مساحة صغيرة تزامنًا مع نقص الغذاء والمياه وانهيار الخدمات، بما في ذلك تراكم النفايات الذي يهدد بحدوث أزمة صحية.
وتقول الصحيفة إنه منذ انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس، برزت مخاوف بشأن ما إذا كان القتال سيزداد في جنوب غزة، وتزايدت المخاوف بعد أن ألقت إسرائيل منشورات على مدينة خانيونس تطالب السكان بمغادرتها لأنها أصبحت منطقة قتال خطرة.
حرب غير مسبوقة على مستوى النازحين
من ناحيتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أزمة اللجوء الكبيرة التي تفرض نفسها في جنوب غزة، إن ما يصل إلى 1,8 مليون من سكان غزة، وهم حوالي 80% من السكان أجبروا على مغادرة منازلهم، وأن هذا العدد من المتوقع أن يرتفع بعد أن أصدرت إسرائيل أمر إخلاء جديد يوم السبت لمناطق في الجنوب.
وتضيف الصحيفة أن الصراعات السابقة أجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم، لكن خبراء اللجوء يقولون إن الحرب الحالية غير مسبوقة بالنسبة لعدد النازحين داخل القطاع الذي تبلغ مساحته 140 ميلًا مربعًا.
