نجح النواب العراقيون، اليوم الخميس، في انتخاب عبد اللطيف رشيد (78 عامًا) رئيسًا للجمهورية، في خطوة من شأنها إخراج البلاد من أزمة سياسية حادة، انعكست بتعرض المنطقة الخضراء لقصف صاروخي أدى إلى جرح عشرة أشخاص، قبيل الجلسة.
وحصل عبد اللطيف رشيد على الأغلبية في الجولة الثانية من عملية التصويت على المنصب، التي تنافس فيها مع المرشح برهم صالح.
فوز ب162 صوتًا
وبعد ثلاث محاولات فاشلة، نجح البرلمان العراقي بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو منصب شرفي إلى حد كبير مخصص للأقلية الكردية.
وقالت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية إن "رشيد حصل على 162 صوتًا، فيما نال صالح 99 صوتًا واعتبرت 8 أصوات باطلة، من مجموع عدد المقترعين البالغ 269 نائبًا".
وقام رشيد بعد إعلان فوزه بالرئاسة بتكليف الوزير السابق والنائب لدورتين محمد شياع السوداني بتشكيل حكومة جديدة.
وأعرب السوداني، في حديث للصحافيين، من البرلمان عن أمله بتشكيل حكومة "بأقرب وقت".
تهنئتان من صالح والكاظمي
وباشر رئيس الجمهورية السابق برهم صالح، بعد انتهاء فعاليات جلسة الانتخاب بتقديم التهئنة للرئيس رشيد.
كما قام رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بتهنئة عبد اللطيف رشيد بانتخابه رئيسًا للجمهورية.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر :" نهنّئ الأخ الدكتور عبد اللطيف رشيد بانتخابه رئيسًا لجمهورية العراق، ونتمنى له النجاح والتوفيق في مهمته، وندعو جميع القوى السياسية إلى التعاون وتوفير الدعم له".
نهنّئ الأخ الدكتور عبد اللطيف رشيد بانتخابه رئيساً لجمهورية العراق، ونتمنى له النجاح والتوفيق في مهمته، وندعو جميع القوى السياسية إلى التعاون وتوفير الدعم له.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 13, 2022
سيرة هندسية
ويملك هذا السياسي الكردي الحائز على شهادته من بريطانيا، خبرة سياسية طويلة في الحكومة الاتحادية في بغداد. فقد كان الرئيس العراقي الجديد، عضوًا في الحكومة العراقية الأولى التي شكلت بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين عام 2003 إثر الاجتياح الأميركي للعراق.
وولد رشيد في 10 أغسطس/ آب 1944 في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.
وأكمل دراسته في جامعة ليفربول وبعدها مانشستر، وحصل عام 1976 على شهادة الدكتوراه في الهندسة الهيدروليكية.
ويتحدث رشيد السبعيني اللغات الكردية والعربية والإنكليزية وعرف بأسلوبه السياسي التكنوقراطي.
وتولى بين عامي 2003 و2010، منصب وزير الموارد المائية وشارك في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
ويُضفي رشيد خبرة مهنية مهمة لمنصب الرئاسة، في بلد يعاني من مخاطر الجفاف ويعدّ واحدًا من أكثر خمسة دول عرضةً لتأثيرات التغير المناخي.
ويتوقع أن يواجه رشيد معارك عهدها عندما كان وزيرا للموارد المائية، لا سيما الخلاف الدبلوماسي مع تركيا المجاورة بشأن قضية المياه، فضلًا عن حماية الأهوار المهددة بالجفاف، والتي لعب دورًا بإعادة إحيائها عام 2004.