اعتبر البيت الأبيض، الجمعة، أنّ الولايات المتحدة مستعدة بالاشتراك مع حلفائها لفرض تكاليف اقتصادية إضافية على روسيا، إذا مضت موسكو قدمًا في ضم مناطق من أوكرانيا.
وتخطط روسيا لتنظيم ما تصفه واشنطن بـ"استفتاءات زائفة" في أجزاء من شرق أوكرانيا، فيما يُنظر إليه على أنه خطوة نحو ضم هذه الأراضي.
"التلاعب" بنتائج الاستفتاءات
وبدأت الجمعة، موسكو استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، كل من مناطق دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوبًا.
وفي حال ضم المقاطعات الأربع إلى السيادة الروسية وفق نموذج ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، سيرتفع عدد الأقاليم الروسية من 85 إلى 89.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير بالقول: "نعلم أنه سيتم التلاعب بهذه الاستفتاءات".
وتأتي الاستفتاءات في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع تعبئة إلزامية جزئية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط، والتي بدورها لقيت تنديدًا من دول الغرب.
وكان الجيش الأوكراني قد تمكن الجمعة من استعادة بلدة ياتسكيفكا في منطقة دونيتسك بشرق البلاد من القوات الروسية، وذلك تزامنًا مع بدء روسيا بإجراء الاستفتاءات.
"الناتو" يعد بتكثيف مساعدته لأوكرانيا
إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الجمعة إن الحلف سيكثف مساعداته لأوكرانيا، ردًا على الاستفتاءات "الصورية" التي تجريها روسيا في الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع قناة (سي.إن.إن) التلفزيونية: "ردنا، رد حلف شمال الأطلسي، هو تكثيف الدعم".
وأوضح: "الطريقة المثلى لإنهاء هذه الحرب هي مواصلة تعزيز الأوكرانيين في ميدان القتال، حتى يكونوا قادرين، في مرحلة ما، على الجلوس والتوصل إلى حل تقبله أوكرانيا ويحافظ على أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة في أوروبا".
وأثارت الاستفتاءات مخاوف من أن موسكو يمكن أن تضم الأقاليم الأربعة ثم تقول إن الهجمات لاستعادتها هجوم على روسيا.
وقال ستولتنبرغ ردًا على سؤال عن هذا السيناريو: "هذا بالضبط ما نريد أن نكون مستعدين له، (وهو) أن روسيا ستستخدم هذه الاستفتاءات الصورية في تصعيد الحرب في أوكرانيا".
أوكرانيا والوجود الدبلوماسي الإيراني
أما ميدانيًا، فقد أعلنت أوكرانيا، الجمعة، إسقاط أربع طائرات مسيّرة إيرانية الصنع "انتحارية" تستخدمها القوات المسلحة الروسية، مما دفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي للشكوى من أن طهران تلحق الأذى بالمواطنين الأوكرانيين.
وذكرت السلطات العسكرية في جنوب أوكرانيا في بيان، بأنها أسقطت طائرة مسيّرة من طراز "شاهد -136" فوق البحر بالقرب من ميناء أوديسا.
وعقب ذلك، أعلنت أوكرانيا تقليص الوجود الدبلوماسي الإيراني لديها، وألغت اعتماد سفير طهران في كييف، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".
واتهمت أوكرانيا والولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، وهو ما نفته طهران.
وسبق أن أعلن البيت الأبيض، في 17 يوليو/ تموز 2022، أنه تلقّى معلومات تفيد بأن إيران تستعدّ لتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة، بينها قتالية، في الوقت الذي تسعى روسيا إلى تعزيز ترسانتها أمام المقاومة التي يبديها الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
وبيّن المتحدث سيرهي نيكيفوروف أن زيلينسكي طلب من وزارة خارجيته الرد على استخدام المعدات الإيرانية.
وأضاف: "مثل هذه الأعمال من قبل إيران تعتبر خطوات ضد سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا وأيضًا ضد أرواح وسلامة المواطنين الأوكرانيين".
ويقول خبراء عسكريون إن الطائرات المسيّرة ستكون مفيدة لروسيا في كل من الاستطلاع وكذخائر يمكن أن تقضي وقتها في تحديد الأهداف المناسبة والاشتباك معها.