أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ موافقة أطراف النزاع في البلاد على تمديد الهدنة المعلنة شهرين إضافيين، وذلك قبيل ساعات من انتهائها.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بهذا التمديد وسط مساع يبذلها نواب في الكونغرس الأميركي لإصدار قرار ينهي أيّ مشاركة أميركية في الحملة الجوية السعودية على اليمن.
"بصيص أمل"
وتسبب النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات في تشريد الملايين من اليمنيين ووضعتهم على حافة المجاعة، حيث يؤكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّ نحو 19 مليون يمني سيعانون من الجوع هذا العام، بما في ذلك أكثر من 100 ألف شخص سيواجهون ظروفًا شبيهة بالمجاعة.
وتقدم الهدنة بصيص أمل بإمكانية إنهاء الصراع، حيث أظهرت على مدى الشهرين الماضيين انخفاضًا على مستوى العنف ورسو منتظم لسفن الوقود في ميناء الحديدة واستئناف محدود لرحلات الطيران من مطار صنعاء.
وبموازاة هذا التقدم المحرز، يقود نواب في الكونغرس الأميركي حراكًا لتبني مشروع قرار ينهي أيّ مشاركة أميركية في الحملة الجوية السعودية في اليمن.
وتشي هذه التطورات بأن صوت السلام بدأ يرتفع فوق هدير المدافع التي أخفقت في معركة إقصاء أيّ من أطراف النزاع.
الحرب "لم تتوقف"
وتعليقًا على تمديد الهدنة في اليمن، يرى الباحث السياسي نبيل البكيري أنّ منسوب القتل عبر الألغام والقناصة تفاقم بشكل كبير في الأيام السابقة داخل اليمن على الرغم من انخفاض حدة العمليات العسكرية بين الطرفين المتنازعين.
ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أن الحرب في اليمن "لم تتوقف" ولم تنته المعاناة التي جلبتها إلى اليمن، حيث يتواصل الحصار على مدينة تعز وتتفاقم الأزمة المعيشية بين اليمنيين.
ويلفت إلى أنه من المفترض أن "تطبّع" الحياة في اليمن قبيل تنفيذ تلك الهدنة وإعادة رواتب المواطنين والموظفين الذين حرموا منها على مدار سبع سنوات من الحرب، إضافة إلى إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين في السجون.
ويشدّد على أن الحديث عن السلام و"بصيص الأمل" كان من المفترض أن يكون بنسبة معقولة لو تم تطبيق آليات لتخفيف معاناة اليمنيين.
من المستفيد من الهدنة؟
ويشير إلى أنّ الحوثيين كانوا المستفيدين بدرجة كبيرة من تطبيق الهدنة الأولى، معتبرًا أنه "قُدمت إليهم تنازلات كبيرة مقابل عدم تقديمهم أي تنازلات مشابهة للطرف الآخر".
وبالنسبة إلى موافقة الحكومة اليمنية على تمديد الهدنة الحالية، يرى الباحث السياسي أنّ تلك الحكومة وافقت عليها مقابل "وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات المفخخة تجاه الأراضي السعودية"، وهي بذلك "سعت إلى تحقيق الرضا للسعوديين"، حسب رأيه.
ووفق البكيري، فإن هذه الهدنة لم يكن لها أيّ أثر على اليمنيين وتحسين أوضاعهم وتخفيف معاناتهم، مؤكدًا أن الهدنة "ستكون حقيقية في حال رفع الحصار عن مدينة تعز وإطلاق سراح المعتقلين والإفراج عن الرواتب".