تشكل هموم ومشاكل الشباب في إيران ملفًا مهمًا لدى مرشحي الانتخابات الرئاسية، حيث يسعى المتنافسون إلى تقديم الوعود والعروض لجذب أصوات الناخبين من هذه الفئة العمرية.
وانطلقت صباح اليوم الجمعة، عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية المبكرة بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، حيث يخوض أربعة مرشّحين السباق الرئاسية، ثلاثة منهم من غلاة المحافظين مقابل مرشّح معتدل واحد.
ويتردد الشباب الإيراني في المشاركة في الانتخابات خشية ألا يلبي الرئيس القادم طموحاتهم، رغم أن همومهم باتت ملفًا حاضرًا في كل سباق رئاسي.
شعارات ووعود للشباب في الانتخابات الإيرانية
ويغدق المرشحون الشباب بشعارات بصوت عال، وعروض مغرية، لجذب أصوات الناخبين منهم، مع وعود برفع سقف الحريات الاجتماعية، وتقليص أزمة البطالة، وإعطاء منح مالية للمتزوجين وغيرها من الأمور.
أما على الضفة الأخرى، فيدور جدل بين الشباب بشأن المشاركة من عدمها، فيقول أحد الشباب للتلفزيون العربي: "لم أحسم قراري بعد بشأن مشاركتي، فلا أرى إمكانية إحداث تغيير حقيقي، وإن شاركت فسأصوت لمحمد باقر قاليباف لأنه يمتلك خبرة إدارية جيدة مقارنة بمنافسيه".
وقاليباف هو الرئيس الحالي للبرلمان الإيراني الذي يُهمين عليه المُحافظون، وينافسه سعيد جليلي، ومسعود بيزشكيان من التيار المعتدل، إضافة لمضطفى بور محمدي رجل الدين الوحيد بين المرشحين.
..حتى السجاد الإيراني
وتشير آخر الأرقام شبه الرسمية، إلى أن معدل بطالة الشباب لغاية سن الرابعة والعشرين يتجاوز الـ20%، وأنها شهدت ارتفاعًا بنحو 1.5% مقارنة بالعام السابق.
وفي مدينة تبريز، إحدى أقطاب إيران الاقتصادية، حيث يعد السجاد الذي تعرض لشتى أنواع العقوبات من صناعته إلى تصديره، أشهر صادرات المدينة، يرصد التلفزيون العربي آراء بعض الشباب فيها.
ويقول أحمد، وهو صاحب محل سجاد ورث المهنة عن أبيه، ويواصل العمل في هذه الحرفة على مضض: "لن تتحسن حركة تجارتنا من دون استعادة السياحة للمدينة، كثير من أصدقائي غيروا مهنتهم، وأنا بصدد اللحاق بهم".
وإن كانت تبريز شمال شرقي إيران تعد من بين أقل المدن الإيرانية في المعدل العام لبطالة الشباب، فإنها تعاني من بطالة خريجي جامعاتها الباحثين عن مهن تليق بطموحاتهم، وبين الشعارات الإصلاحية والأصولية يتقلب شباب تبريز كبقية شباب إيران أملًا في تغيير حقيقي يلامس واقعهم.