أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنه تم التوافق على أكثر من 90% من القضايا الخاصة بصفقة وقف إطلاق النار في غزة، وبقيت ملفات قليلة وصعبة، لكنها قابلة للحل، وفق قوله.
ورغم وساطة تقودها قطر ومصر إلى جانب الولايات المتحدة منذ أشهر وتقديم مقترح اتفاق تلو آخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إضافة شروط لقبول الاتفاق، فيما حذر وزير أمنه يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط "السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)".
"سنقدم مقترحًا جديدًا قريبًا"
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، قال بلينكن: إنه "في وقت قريب جدًا سنقدم اقتراحًا جديدًا بشأن الصفقة ومن مصلحة الطرفين التوصل إلى اتفاق".
وأكد بلينكن أن التوصل إلى وقف إطلاق النار هو الطريقة الأفضل لإعادة المحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وشدد على أنهم "عازمون على العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لأنه سيفتح آفاقًا إيجابية كبيرة".
وفي هذا الإطار، أشار مراسل التلفزيون العربي من واشنطن عبد الرحمن البرديسي، إلى أن هناك تناقضات في التصريحات الأميركية، حيال خطة وبنود جديدة ربما سيطلعون عليها الأطراف خلال الأيام القليلة القادمة.
وأضاف أن واشنطن ما زالت تكرر تقريبًا التصريحات نفسها منذ يوم أمس الإثنين بأن حماس هي العقبة الوحيدة الآن أمام الانتهاء من وقف إطلاق النار.
حماس ترفض اتهامات واشنطن
وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الإثنين، قال متحدث مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن حماس قامت بـ"تغيير بعض شروط" صفقة تبادل الأسرى، و"جعلت من الصعب علينا الوصول إلى اتفاق"، وفق قوله.
وردًا على ذلك، قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق في بيان نشرته الحركة عبر حسابها على تلغرام: إن "اتهام كيربي لحماس بأنها غيّرت بعض شروطها بشأن وقف إطلاق النار لا أساس له من الصحة".
وأضاف أن مزاعم كيربي بأن "حماس هي العقبة الرئيسية أمام التوصل لوقف إطلاق النار، تماهٍ فاضح مع الموقف الإسرائيلي".
وأكد الرشق أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن العاجزة عن الضغط على نتنياهو، تعتبر أن إلقاء اللوم على حماس أقل كلفة في ظل الانتخابات الأميركية".
وشدد على أن "العالم يعرف أن نتنياهو هو من أضاف شروطًا ومطالب جديدة (بمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى) وليست حماس".
ويتهم أهالي الأسرى وقطاع عريض من الشارع والمنظومة السياسية الإسرائيلية نتنياهو بعرقلة الصفقة عمدًا خوفًا من حل الحكومة اليمينية، ومحاكمته على جرائم "فساد" متهم بها بعد مغادرة السلطة.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.
