الخميس 5 Sep / September 2024

تنديد عربي وإسلامي بحرق المصحف في كوبنهاغن.. ماذا قالت الدنمارك؟

تنديد عربي وإسلامي بحرق المصحف في كوبنهاغن.. ماذا قالت الدنمارك؟

شارك القصة

نافذة ضمن "العربي" تواكب الاحتجاجات في العراق على حرق نسخ من المصحف الشريف (الصورة: غيتي)
توالت الإدانات في العالمين العربي والإسلامي بعد تصاعد وتيرة الإساءة إلى القرآن الكريم التي شهدتها كل من الدنمارك والسويد.

نددت دول عربية وإسلامية، أمس السبت، بحرق نسخ من القرآن الكريم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وسط مطالبات بالامتثال للالتزامات بموجب القانون الدولي تجاه احترام الأديان.

وأقدمت، يوم الجمعة، مجموعة دنماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام تسمي نفسها "Danske Patrioter" (الوطنيون الدنماركيون)، على حرق نسخة من القرآن الكريم، أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن، وهي المجموعة نفسها التي اعتدت سابقًا على القرآن الكريم والعلم التركي أمام سفارة أنقرة لدى كوبنهاغن.

تركيا وإيران

وأدان متحدث حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) عمر جليك، بشدة إحراق نسخة من القرآن الكريم في كوبنهاغن تحت حماية الشرطة. وقال في تغريدة له أمس: "ندين بشدة الاعتداء الذي نفذته مجموعة معادية للإسلام في الدنمارك ضد كتابنا المقدس القرآن"، معتبرًا ذلك "جريمة كراهية واضحة".

وفي إيران، استدعت وزارة الخارجية أمس سفير الدنمارك، احتجاجًا على الإساءة إلى القرآن الكريم في كوبنهاغن، وأبلغته احتجاج طهران "الشديد" على الإساءة للمصحف الشريف. فيما أدان متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان، بشدة واقعة حرق القرآن في الدنمارك، داعيًا "العالم الإسلامي إلى إبداء موقف موحد ضد الإساءات للمصحف الشريف".

المواقف العربية

عربيًا، أدانت الخارجية العراقية أمس الإساءة إلى القرآن الكريم وعلم بلادها أمام مبنى سفارة بغداد في الدنمارك، مؤكدة أن "هذه الأفعال تضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة".

وقال متحدث الخارجية أحمد الصحاف، في بيان، إن "وزارة الخارجية تدين بعبارات شديدة ومكررة واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم، وعلم جمهورية العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك".

وفي الأردن، قالت وزارة الخارجية إن حرق نسخ من القرآن الكريم "فعل من أفعال الكراهية، ومظهر من مظاهر  الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان". 

وفي عُمان، أعربت وزارة الخارجية عن استنكار السلطنة "الشديد وإدانتها البالغة لقيام متطرفين بعملية الحرق، وناشدت في بيان "جميع الدول بتجريم أعمال التحريض على الكراهية والإساءة للأديان والمعتقدات".

أما المملكة العربية السعودية، فاتجهت بادانتها  لـ"عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث التعدي على المقدسات الإسلامية، على غرار الأخيرة في كوبنهاغن".

وذكرت في بيان بأن المملكة تدين "بأشد العبارات هذه الأعمال الداعية للكراهية والعنف بين الأديان"، محذرة من "تكرار هذه الأعمال المستفزة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم". 

بدورها، أدانت الخارجية اليمنية، السبت، "تقاعس السلطات في الدنمارك عن اتخاذ إجراءات رادعة بحق المتطرفين المسيئين للقرآن الكريم".

وشددت في بيان على أن "تكرار هذه الجريمة تجاه مقدسات المسلمين دون مراعاة لمشاعرهم، سينعكس سلبًا على الحكومات التي تسمح بالإساءة للمقدسات الإسلامية".

وفي السياق ذاته، أدانت البعثة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، السبت، حرق نسخ من القرآن الكريم في كوبنهاغن، داعية السلطات الدنماركية إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

وأكد بيان لها، أن "الدفاع المستمر عن هذه الأعمال المعادية للإسلام، والتقاعس لمنعها تحت ذريعة حرية التعبير يغذي بوضوح الإفلات من العقاب في هذا الشأن".

"تصرفات غير مسؤولة"

من ناحيته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لما حصل.

وأوضح في بيان، أن "استمرار هذه الأفعال الشنيعة والتصرفات غير المسؤولة تعبر عن التطرف وكراهية الأديان"، داعيًا الدنمارك "للتحرك الفوري لمحاسبة المتطرفين وفق القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية التي تحمي وتصون الأديان".

وتعليقًا على الإساءات المتكررة للمقدسات الإسلامية في السويد والدنمارك، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت، الأمم المتحدة للتعاون البناء للوصول إلى "ميثاق دولي لمنع ازدراء الأديان".

وجاء ذلك في بيان ختامي صدر عقب "لقاء عالمي" نظمه الاتحاد بمدينة اسطنبول التركية، بالتعاون مع مؤسسات علماء ومنظمات برلمانية وحقوقية وإعلامية.

"احترام حرية التعبير"

وأمام سيل الإدانات، اعتبرت الدنمارك أمس أن حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة كوبنهاغن، تعد "عملًا مخزيًا".

وقالت في بيان لوزارة الخارجية:" إن "الحكومة الدنماركية تدين حرق المصحف والإساءة للرموز الدينية الأخرى"، وتعتبر ذلك "استخفافًا بديانة الآخرين"، كما أنها تعد الحادثة "عملًا استفزازيًا يجرح مشاعر الكثير من الناس ويولد تصدعًا بين الأديان والثقافات المختلفة".

وأكدت الخارجية الدنماركية أن "المملكة تحترم حرية المعتقد"، موضحة أن "العديد من رعاياها يعتنقون الإسلام وأن المسلمين جزء مهم من المواطنين الدنماركيين"، وفق البيان.

وأشارت إلى "ضرورة احترام حرية التعبير والتجمع"، مؤكدة أن "الدنمارك تدعم الحق في الاحتجاج لكنه يجب أن يظل سلميًا".

وتأتي الحادثة في ظل تصاعد حملات الإساءة للقرآن الكريم، وأبرزها في يونيو/ حزيران المنصرم، حيث أحرق اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا صفحات من المصحف، ما أثار غضبًا في العالم الإسلامي

تابع القراءة
المصادر:
العربي - الأناضول
Close