واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ275 على التوالي، فيما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتيح لتل أبيب استئناف القتال إلى حين تحقيق جميع أهدافها من الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن 38153 شهيدًا و87828 جريحًا، حسب آخر معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية.
والأحد، استُشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف للاحتلال على غزة، بينهم وكيل وزارة العمل الفلسطينية في القطاع إيهاب الغصين.
وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلًا للأسرى من الجانبين ووقًفا لإطلاق النار، غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب وقف الحرب.
بيان لنتنياهو "يهدد بإفشال المفاوضات"
وفي التفاصيل، رأى نتنياهو الأحد، أن الخطة التي وافقت عليها حكومته، ورحب بها الرئيس الأميركي جو بايدن، ستسمح لإسرائيل بإعادة الأسرى "دون المساس بالأهداف الأخرى للحرب".
وفي بيان صدر عن مكتبه، قال نتنياهو: "أي اتفاق (مع الفصائل الفلسطينية) سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال (لاحقًا) حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".
وتابع: "لن يكون هناك تهريب أسلحة إلى حماس من مصر إلى حدود غزة"، على حد قوله.
وادعى نتنياهو، أن "موقفه ضد محاولة وقف عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح (جنوبي قطاع غزة) هو الذي دفع حماس إلى الدخول في المفاوضات".
وأردف: "لن تكون هناك عودة لآلاف المسلحين إلى شمالي قطاع غزة".
وبخصوص عدد الأسرى المحتمل الإفراج عنهم ضمن الصفقة المحتملة، قال نتنياهو: "سنقوم بزيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم من أسر حماس".
وفي ردود الفعل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر قولها إن "المسؤولين الأمنيين والسياسيين فوجئوا ببيان نتنياهو بشأن المفاوضات".
من جهتها، أشارت صحيفة "هآرتس" نقلًا عن مصدر سياسي إسرائيلي إلى أن "بيان نتنياهو قد يفشل المفاوضات، ويقيد فريق التفاوض".
وحسب تقارير إسرائيلية رسمية، فقد استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة.
وكان محتجون خرجوا إلى الشوارع في أنحاء إسرائيل للضغط على الحكومة من أجل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما سيسمح بإعادة محتجزين ما زالوا أحياء في القطاع.
وأعاق المحتجون حركة المرور في ساعة الذروة عند تقاطعات رئيسية بأنحاء إسرائيل، وتظاهروا عند منازل ساسة وأضرموا لفترة وجيزة نيرانًا بإطارات على الطريق السريع الرئيسي بين تل أبيب والقدس قبل أن تنجح الشرطة في إعادة فتحه.
رسالة من القسام لعائلات الأسرى الإسرائيليين
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوفها، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإعادة تأهيل قدراتها العسكرية.
وفي كلمة مصورة، قال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة: "رسالتنا لجمهور العدو ولعائلات الجنود الصهاينة في غزة ولعائلات أسرى العدو، أنه بات معلومًا لديكم ولكل العالم أن النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو هو انتصاره الشخصي في إقصاء خصومه وبقائه في السلطة في مقابل التضحية بأبنائكم".
وأضاف: "وبالتالي فإن مصير أبنائكم يا جمهور العدو أصبح لعبة في يد رئيس حكومتكم ووزراء حكومته المهووسين بالتدمير والقتل، وأن كل ما يفعله نتنياهو هو محاولة للهروب من الحقيقة والإخفاق الذي سيلاحقه بقية حياته".
شهداء وجرحى ونزوح
ميدانيًا، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة الأحد، استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين جراء استهدافات إسرائيلية لمناطق شرقي مدينة غزة.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، في بيان: "هناك عشرات الشهداء والجرحى والعالقين في مناطق سكنية في حي الدرج والتفاح والبلدة القديمة نتيجة لقصف الاحتلال الإسرائيلي لتلك المناطق بشكل جنوني".
وتابع: "الجيش الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة في شارع يافا شرقي مدينة غزة ما أسفر عن شهداء وعالقين تحت الأنقاض".
وتابع: "عمليات القصف والإنذار الإسرائيلي لإخلاء المناطق دفعت السكان للخروج منها نحو مصير مجهول، حيث لا توجد لهم أماكن يلجؤون إليها".
وأكد أن "اللحظات الأولى للقصف الإسرائيلي كانت مخيفة، وكانت الاستهدافات بشكل جنوني لنصف ساعة في المنطقة، ما أسفر عن أعداد كبيرة من الإصابات والشهداء".
وأضاف: "تلقينا مناشدات من السكان في مناطق شرقي مدينة غزة لإخلائهم، ولكن لا يمكننا الوصول إليها بسبب القصف".
وفي وقت سابق الأحد، أفاد شهود عيان بأن عشرات الإصابات نقلت من الشوارع والمنازل جراء الاستهدافات الإسرائيلية لمنطقة الدرج والتفاح والبلدة القديمة شرقي مدينة غزة.
وأوضح الشهود أن الاستهدافات تمت بواسطة طائرات "كواد كابتر" والمدفعية، مما دفع آلاف الأسر للنزوح إلى مناطق غرب مدينة غزة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي، الأحد، أمرًا يجبر السكان والنازحين في مناطق بأحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة، شرقي مدينة غزة، على إخلاء تلك المناطق والتوجه إلى ما وصفها "المآوي المعروفة" غرب المدينة.
وقال في بيان: "إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق التفاح، البلدة القديمة، والدرج في بلوكات: 604-606- 608- 609، عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المآوي المعروفة في غرب مدينة غزة".