يخوض الفيلم الفلسطيني القصير "الهدية" المنافسة على جوائز الأوسكار، وقد وصل إلى هذه المرحلة المهمة بعدما حصد جائزتين هامتين هما جائزة الجمهور في مهرجان كليرمونت-فيراند الدولي للأفلام القصيرة، وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كليفلاند السينمائي الدولي.
الحبكة
يوسف رجل فلسطيني يعيش في الضفة الغربية، يخطط مع ابنته الصغيرة لشراء هدية لزوجته. لكن الحواجز ونقاط التفتيش الإسرائيلية جعلت المهمة البسيطة كابوسًا، واقع مُرّ تصفه المخرجة الفلسطينية فرح النابلسي في أحدث أعمالها "الهدية".
وتشرح نابلسي أنّ فيلمها "قصة خيالية، إلا أنها تستند إلى حقيقة قاسية يعيشها الفلسطينيون يوميًا في الوقت الحاضر، ولذلك كان لاسم الفيلم معنى مزدوج عمدًا".
قصة من قلب الألم
ويعيش الفلسطينيون قصة الفيلم كل يوم، فشخصية يوسف تنقل مصادرة حق الفلسطينيين في الحركة داخل أرضهم والآليات الكثيرة التي تنتهجها اسرائيل لمراقبة الشخصية الرئيسية والتحكم بها.
وتستشهد المخرجة الشابة بقصة حقيقية لشاب فلسطيني، وتقول: "هناك ظرف أكثر قسوة بكثير مما قُدّم في الفيلم بالفعل، هو شاب تعرفت عليه على مرّ السنين يعيش في منطقة الخليل على الطريق بالمعنى الحرفي للكلمة حيث تبعد 80 مترًا عن منزله نقطة تفتيش".
وتردف نابلسي: "بغضّ النظر عن المكان الذي يقصده، فهو يمرّ عبر نقطة التفتيش كما يفعل أي فلسطيني آخر على هذا الطريق، وهناك قصص أقسى بكثير مما يعرض في الفيلم".
التصوير
الفيلم جزء من لوحة كبيرة، تشير كل قطعة فيها إلى إحدى ممارسات الاحتلال وانتهاكاته، علمًا أنّ تصوير الفيلم بدا أشبه بمخاطرة لفرح مع عدم حصولها على الأوراق المطلوبة للتصوير.
وحول هذا الأمر، تكشف فرح أم "هناك أكثر من 100 نقطة تفتيش يمكن أن تظهر في أي وقت ومكان وبكل بساطة تدمّر يومك ما يشكّل إحباطًا تامًا".
وتجسّد هذه التجربة المعاناة وتعكس الواقع مع الكثير من الألم وتمهّد لفرح جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير بعد أن اختير ضمن 10 أفلام تتنافس على نيل هذه الجائزة المرموقة.