أعلنت القيادة المركزية الأميركية عدم تخفيض أعداد جنودها في العراق بناء على رغبة من السلطات المحلية كما قالت.
وتعيد واشنطن ترتيب أوراقها في المنطقة بعد "إرث الحروب الثقيل" بحسب الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال الجنرال كينيث ماكينزي إنه لا يعتقد أن بلاده على حافة الانخراط بحرب في الشرق الأوسط.
وتعرضت قاعدة عسكرية أميركية في محيط مطار بغداد الدولي لثلاث صواريخ أطلقتها جماعات تُتهم بأنها مقربة من طهران، عقب إعلان واشنطن نيتها عدم سحب قواتها المستمرة في الوجود على الأراضي العراقية منذ 18 عامًا.
هاجس الإرهاب
يعتبر إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي في بغداد أن عملية استمرار وجود القوات الأميركية في العراق أتت لأسباب عديدة أهمها أن الإرهاب لا يزال يشكل هاجسًا حقيقيًا في البلاد، لافتًا الى أن الوجود الأميركي يشكل جزءًا من سياسة التوازن في علاقات العراق الخارجية.
وأشار الشمري إلى أن وجود قطب عالمي ثقيل بحجم أميركا يشكل عامل اطمئنان للأكراد والسنة في العراق القلقين من إيران بحال انسحبت القوات الأميركية.
ويرى أن البلاد تعوّل على مقاربة بايدن الجديدة في تغيير الكثير من المعادلات.
وجود "مستفز" للعراقيين
يقول الباحث والكاتب السياسي العراقي هيثم الخزعلي: إن الوجود الأميركي العسكري في العراق "مستفز وغير مرحب به".
ويعتبر أن الولايات المتحدة تلكأت بدعم العراق في معركته ضد الإرهاب عام 2014 بالرغم من وجود اتفاقية تحتم عليها تقديم المساعدة.
ويشير الخزعلي الى أن القوات الأميركية قامت عشرات المرات باستهداف القوات العراقية والحشد الشعبي بإطار التقييم الخاطىء خلال هذه المعركة.
ويعتبر الخزعلي أن الوجود العسكري الأميركي أمّن غطاءً للضربات الجوية الإسرائيلية على الحشد الشعبي، ومن ثم اغتيال نائب قائد الحشد أبو مهدي المهندس مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
ويرى الخزعلي أن لاجدوى من التدريب الأميركي للجيش العراقي، خاصة بعد انهيار فرق تابعة له سريعًا أمام "داعش" عام 2014 رغم التدريب الذي استمر منذ عام 2004.
خطايا واشنطن في العراق
من ناحيته يقول مايكل بريجنت الباحث في معهد هادسون الأميركي: إن واشنطن لا تود الخروج لترى عودة للجماعات الإرهابية، لافتًا إلى "أن الميليشيات المقربة من إيران وكتائب حزب الله هي التي تحكم العراق الآن".
ويلفت بريجنت إلى أن "تلك الميليشيات لم تستهدف الجنود العراقيين والأميركيين فحسب، بل قتلت المتظاهرين أيضًا خلال انتفاضة أكتوبر عام 2019". ويعتبر أن من يرغب بخروج الأميركيين هي الجهات المقربة من إيران.
ويرى بريجنت أن واشنطن ارتكبت الكثير من الأخطاء حين سلمت العراق لإيران من خلال انتقاء شخصيات كالمالكي، ومن خلال دعم حملة الحشد الشعبي لمقاتلة داعش. لافتًا إلى أن الولايات المتحدة رضخت لمطالبات عراقية باستمرار وجود قواتها.
ويقول بريجنت: إن فرص العراق في الاستثمارات الاقتصادية ستنعدم في حال انسحبت القوات الأميركية.