تتزايد حدة الانتقادات للإدارة الأميركية بسبب دورها في الحرب على غزة، تزامنًا مع تدهور الوضع الصحي في القطاع، والحاجة الماسة للضغط على إسرائيل لإدخال قوافل المساعدات.
وقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً عن تصويت الكونغرس الأميركي على تخفيض التمويل لـ"الأونروا" وفيه أن تصويت الكونغرس لصالح سحب مئات الملايين من الدولارات من الوكالة التي توزع معظم الغذاء والدواء والخدمات الأساسية للفلسطينيين في غزة، يمثل ضربة مدمرة لمنطقة تعاني من الأزمة.
ويشير المقال إلى أنه بعد الاتهامات الإسرائيلية بتورط موظفين من الوكالة في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، علّقت العديد من الدول الأوروبية تمويلها. وقد ألغت المفوضية الأوروبية وكندا وأستراليا والسويد تجميد التمويل هذا الشهر، لكن المساهمات الأميركية تمثل 30% من ميزانية "الأونروا".
فمن دون التمويل الأميركي، تتوقع "الأونروا" عجزًا بنحو 350 مليون دولار هذا العام، ما لم تقم دول أخرى بتعويض الخسارة، وسيؤدي ذلك إلى تقليل المساعدات الغذائية، وفقدان الوظائف وإغلاق المدارس والعيادات الصحية.
تواطؤ أميركي في التطهير العرقي
كما نشرت "إنترسبت" مقالًا يتهم الرئيس الأميركي جو بايدن بالمشاركة في حملة التطهير العرقي ضد سكان غزة، وفيه أنه من السهل توجيه أصابعِ الاتهام إلى إسرائيل التي تفرض الحصار على سكان القطاع، ومع ذلك، فإن الرئيس جو بايدن موافق على هدف إسرائيل النهائي وهو التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة.
ويرى الكاتب أن إدارة بايدن ليست متواطئة فقط من خلال رفض إدانة الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المساعدات الإنسانية بل تدعم هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس، وهو جهد عسكري لا يكترث كثيرًا بحياة الفلسطينيين أو بمصير المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
ويُشير الكاتب إلى أن رفض بايدن ومستشاريه تغيير السياسة المتعلقة بالمساعدات لإسرائيل يكشف عن رئاسة أميركية لا تولي اهتمامًا كبيرًا للمدنيين في غزة.
تقييد الدعم الأميركي لإسرائيل
وفي مجلة "نيوزويك"، استهل الكاتب توماس كيكا تقريره بالحديث عن توقيع ستة نواب من الديمقراطيين البارزين في مجلس النواب على رسالة تحث بايدن على تطبيق المادة القانونية التي تقيد المساعدة الأمنية الأميركية الإضافية لإسرائيل، لأن استمرارها يشكل انتهاكًا للقانون.
ولاسيما أن السلطات الإسرائيلية رفضت فتح ما يكفي من المعابر الحدودية البرية أمام المساعدات الإنسانية، ما أجبر الولايات المتحدة على الاعتماد على الجسور الجوية والتوصيل البحري الأقل كفاءة؛ وفرضت قيودًا تعسفية على السلع الإنسانية الحيوية؛ ومنعت تسليم الدقيق والمواد الغذائية.
وأضاف الكاتب أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيشهد قريبًا ما إذا كانت إسرائيل "قدمت تعهدات مكتوبة ذات مصداقية وموثوقة لاستخدام الأسلحة الأميركية وفقًا للقانون الأميركي والقانون الدولي".
إسرائيل تمنع أيصال المساعدات لغزة
كما كتب لورينزو توندو وجيسون بيرك في صحيفة "غارديان" البريطانية أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شهد من العريش وهي نقطة حاسمة لجهود الإغاثة الدولية في غزة، منع شاحنات الإغاثة وأنباء المجاعة التي تلوح في الأفق، فكرّر الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ووصف حياة الأهالي في غزة بأنها كابوس متواصل.
وأضافا أن وكالات الإغاثة سلطت الضوء على التحديات التي يفرضها الدمار واسع النطاق، والاضطرابات، والعمليات العسكرية، إضافة إلى خطط اجتياح مدينة رفح التي يقطنها مليون ونصف المليون نازح فضلًا عن كونها مركزًا رئيسيًا للمساعدات.
وتطرق الكاتبان إلى المحادثات غير المباشرة التي تجري في قطر لوقف محتمل لإطلاق النار وتبادل الأسرى المحتجزين، وتحدثا عن مناشدة أقارب المحتجزين الرئيس بايدن التدخل والضغط على نتنياهو.