أعلنت حركة "حماس" اليوم السبت أن استهداف إسرائيل أغلب المواقع الأثرية والتاريخية في قطاع غزة، "يستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومعالمه الأثرية".
بدوره، كان "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" قد أكّد أمس الجمعة، أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يقدمون على "ممارسات غير أخلاقية" بحق المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، تشمل سرقة الممتلكات ونهبها.
سرقات بقيمة ملايين الدولارات
في التفاصيل، نشر "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" تقريرًا على موقعه الإلكتروني يحمل عنوان: "سرقات ممنهجة وأعمال نهب لمنازل مدنيين فلسطينيين من الجيش الإسرائيلي في غزة".
فكشفت تقديرات المرصد الأولية بناء على ما وثقه من إفادات، إلى "سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات".
وثبت ذلك من خلال توثيق سلسلة حالات تكشف تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وحواسيب محمولة.
هذا وتظهر شهادات جمعها المرصد أن "مداهمات الجيش الإسرائيلي تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني؛ إلى تخريب متعمد للممتلكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل".
وعلى سبيل المثال، قدّم الفلسطيني ثابت سليم البالغ من العمر 40 عامًا شهادته لفريق المرصد، مؤكدًا أن قوات الاحتلال عمدت إلى نهب كل ما يتوفر من أموال وذهب لدى اعتقاله واثنين من أبنائه من داخل منزلهم في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وتابع أن قيمة ما أخذه الجنود من مبالغ مالية في منزله "تتجاوز 10 آلاف دولار أميركي، يضاف إليها مبلغ مماثل تقريبًا عبارة عن ذهب لزوجته وزوجة نجله البكر"، بحسب التقرير.
أما السيدة أم محمد غربية من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، فأبلغت فريق المرصد بأن عناصر الجيش الإسرائيلي انتزعت بالقوة حليها الذهبية التي كانت ترتديها خلال مداهمة منزلهم واعتقال زوجها ونجلها البكر منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وعليه، دعا المرصد إلى تحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قوات الجيش الإسرائيلي.
تخريب المواقع الأثرية والتاريخية
بدورها، أصدرت حركة "حماس" بيانًا اليوم السبت تشدّد فيه على أن "استهداف إسرائيل أغلب المواقع الأثرية والتاريخية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومعالمه الأثرية".
وأمس الجمعة نقل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن إسرائيل استهدفت ودمّرت أكثر من 200 موقع أثري وتراثي، من أصل 325 موقعًا في القطاع، في إطار عدوانها المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الماضي.
وبحسب المكتب، من بين المواقع المستهدفة "مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل قديمة ومواقع تراثية مختلفة"، ويعود بعضها لعصور فينيقية ورومانية، فيما يعود تاريخ بناء بعضها إلى 800 عام قبل الميلاد.
وطالبت "حماس" المنظمات الدولية المعنية بحماية هذه المواقع، إذ يتعمد جيش الاحتلال استهداف أغلب المعالم التاريخية والأثرية في القطاع "ضمن سياق حربه الشاملة ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه وتاريخه"، وفق البيان.
كذلك عدت الحركة تدمير هذه المواقع محاولة بائسة من الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية الثقافية الوطنية"، مناشدةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة "التحرك لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي، الذي يقترفه النازيون الجدد، ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ومعالمنا الأثرية الحضارية".
يذكر أن غزة تعدّ من مدن العالم القديمة، حيث خضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، ثم العهد الإسلامي.
وسبق أن أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن قوات الاحتلال "تتعمد" تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية بغزة، في "استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني".