لم تنته بعد مآسي الشمال السوري عقب الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة، خاصة في جنديرس التي تعد من أكثر البلدات المتضررة.
وتُعد قصة السوري ناصر الوكاع، الأكثر قسوة بعدما فقد زوجته وخمسة من أبنائه، بينما تمكّن رجال الإغاثة من إنقاذ ثلاثة من عائلته.
ورغم أن ناصر قد حرص على الحفاظ على سلامة عائلته خلال الحرب، لكنه وجد نفسه اليوم جالسًا وسط ركام منزله، محتضنًا ملابس أطفاله المتوفين.
وعثر "أبو فيصل" على قصاصة ورقة كتبتها ابنته الكبرى هبة التي لقيت حتفها، وكانت قد طلبت فيها من الله أن يحفظ لها والدها قائلة: "اللهم إني أستودعك أغلى ما أملك فاحفظه لي. أنت في حفظ الله وفي قلبي أنا".
وأمام كاميرا "العربي"، قال الوكاع: "تمنيت في أثناء حدوث الزلزال نجاة ولو واحد من أبنائي، وناديت على كل من مشعل وفيصل ومنصور ومحسن لكن دون رد"، وفق تعبيره.
الطفل طارق حيدر
وعلى مقربة من ركام منزل ناصر، عنوان آخر لمآسي أهالي جنديرس، فالطفل طارق حيدر البالغ من العمر ثلاث سنوات الذي بقي تحت الأنقاض 42 ساعة، هو الناجي الوحيد من بين أفراد عائلته. واضطر الأطباء إلى بتر الساق اليسرى للطفل اليتيم فيما يحاولون إنقاذ ساقه اليمنى.
وارتفع عدد الضحايا في بلدة جنديرس إلى أكثر من 500 قتيل، ويقدر عدد المصابين بنحو 830 شخصًا، أما عدد الأبنية المهدمة فقد وصل إلى 200، وفق الدفاع المدني السوري.
