بعد مشاورات مضنية، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السياسي اليميني ميشال بارنييه لتشكيل حكومة جامعة، وفقًا لقصر الإليزيه.
يمتهن بارنييه السياسة منذ 50 عامًا. هو نائب ووزير خارجية سابق ومفوّض سابق للاتحاد الأوروبي. وبعد أن كان أصغر نائب في البرلمان الفرنسي، أصبح الآن أكبر رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية الخامسة.
"ميشال بارنييه باستطاعته التحدث مع الجميع"
ورأت النائبة عن حزب الجمهوريين إيميلي بونيفارد في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ ميشال بارنييه هو السياسي الذي باستطاعته التحدّث مع الجميع، مضيفة أنّه سياسي يميني سيتمكن من مواجهة كل التحديات من القدرة الشرائية والعمل والهجرة.
ورحّبت أحزاب الوسط ويمين الوسط بقرار ماكرون، بينما ينتظر اليمين المتطرّف البيان الوزاري الذي يُحدّد سير عمل الحكومة المقبلة، ليتّخذ قراره بشأن منح الثقة لحكومة بارنييه من عدمه.
أما اليسار بجميع تشعّباته، فلن يمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد. واعتبر زعيم أكبر كتلة فيه أنّ الانتخابات سُرقت ويجب استرداد قرار الشعب.
وقال جان لوك ميلانشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية": "أدعو إلى التظاهر يوم السبت المقبل، من أجل احترام الديمقراطية والفهم الجيّد للمؤسسات الجمهورية الموضوعة تحت سيادة الشعب".
ورغم تاريخه السياسي الحافل، يرى مراقبون ميشال بارنييه مجرد تكنوقراطي لن يتمكّن من مواجهة برلمان يتمتّع تحالف اليسار بأغلبيته. لذلك، قد لا يطول عمر حكومته كثيرًا.
وقال الصحافي جمال أبينا في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنّ بارنييه هو شخص موجّه نحو اليمين المائل باتجاه أقصى اليمين، ويتبنّى أفكار ماكرون"، مضيفّا أنّه "شخص ضعيف، ويُطبّق أوامر ماكرون ولن يُطبّق شيئًا ممّا يحلم به اليسار".
وأمام بارنييه الآن واحدة من أصعب المهمات، تتمثّل في إيجاد سياسيين يقبلون التعامل معه مستقبلًا، في ظل الانقسام السياسي الذي تعيشه البلاد بين أغلبية مُنعت من تولّي السلطة ورئيس يتفرّد بها، وفق خصومه.
ويُلقّب بارنييه بـ"جو بايدن الفرنسي"، وهو رجل هادىء لا يتكلّم كثيرًا ولا يملك الحزم الكافي لمواجهة خصومه، وفق منتقديه الذين يرون أنّ ماكرون اختار رجلًا سبعينيًا لا يملك الطموح الكافي للترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
