تتسابق مجموعة من دعاة الحفاظ على البيئة وعلماء الحيوان مع الزمن، لإنقاذ الحيوانات البرية في ضواحي كييف مع اشتداد القصف الروسي على المناطق المحيطة بالعاصمة الأوكرانية.
فقد أعلن مسؤول في حديقة حيوانات بولندا أن شاحنة تحمل ستة أسود وستة نمور وكلبًا بريًا إفريقيًا من محمية في شرق كييف وصلت بولندا اليوم الخميس، بعد رحلة استمرت يومين هربًا من الهجوم العسكري الروسي.
ووفق "رويترز" طلب صاحب المحمية المساعدة من حديقة حيوانات بوزنان غربي بولندا لنقل الحيوانات إلى مكان آمن.
أما موقع"ناشونال" فكشف أنه منذ وقت متأخر من ليل الاثنين وطوال يوم الثلاثاء والأربعاء، قامت المجموعة المعنية بنقل النمور والأسود وحيوانات أخرى من المحمية إلى ملاجئ الإنقاذ.
واضطرت ناتاليا بوبوفا، التي تدير المحمية، إلى اختيار تلك الحيوانات من بين 80 حيوانًا تحت رعايتها فقرت إنقاذ من رأت أن لديها أفضل فرصة للنجاة خلال الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
فمع قصف القوات الروسية لعشرات المواقع في كييف وضواحيها ومختلف مدن أوكرانيا، فإن جهود الإخلاء محفوفة بالمخاطر على مسافة سبع إلى ثماني ساعات بالسيارة إلى الحدود البولندية.
وتتعرض هذه المناطق لهجوم بري وجوي من القوات الروسية منذ الأسبوع الماضي في إطار الحملة العسكرية الروسية.
بدورها قالت المتحدثة باسم حديقة حيوانات بوزنان مالجورزاتا شوديلا "قطعوا مسافة طويلة لتجنب مدينة زيتومير ومناطق القصف الأخرى. واضطروا إلى العودة أكثر من مرة بسبب تعرض كل الطرق للقصف كما كانت مليئة بالحفر ويستحيل عبورها بهذه البضائع، ولهذا الأمر تطلبت الرحلة كل هذا الوقت الطويل".
وأضافت: " لكن ها هم هنا الآن، ولا يمكننا تصديق هذا".
أما ميدانيًا، فاستولت القوات الروسية صباح اليوم الخميس على أول مدينة رئيسية لها في أوكرانيا مع سيطرة قوات بوتين الآن على خيرسون، وهي عاصمة إقليمية يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة وتقع على البحر الأسود.
وتشهد أوكرانيا في اليوم الثامن من عمر الهجوم، الذي تنفذه روسيا ضدها، معارك مستمرة على أكثر من جبهة، حيث طوقت القوات الروسية المدن الكبرى منها تشيرنيهيف في الشمال الغربي، وماريوبول في الجنوب، وكذلك كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا على الرغم من أنها جميعها كانت لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية بحلول صباح اليوم الخميس.