تستعد أوكرانيا لمواجهة هجمات روسية مكثفة في منطقة دونباس شرقي البلاد التي جعلت منها موسكو أولوية، غير أنها تفشل في تحقيق مكاسب ميدانية فيها، فيما يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خاركيف.
وفي فيديو نشره مساء الأحد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نستعد لمحاولات جديدة من روسيا لمهاجمة دونباس لتكثيف تحركها بشكل ما نحو جنوب أوكرانيا"، مؤكدًا أن "المحتلين يرفضون حتى الآن الإقرار بأنهم في مأزق".
وأفاد مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش مساء الأحد أن موسكو تنقل قوات من منطقة خاركيف (شمال) إلى لوغانسك في دونباس بهدف السيطرة على سيفيرودونيتسك، فيما أكدت رئاسة الأركان الأوكرانية صباح الإثنين أن الجيش الروسي يحشد قواته في إيزيوم بين خاركيف وسيفيرودونيتسك.
وكان سيرغي غايداي الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك التي تشكل مع منطقة دونيتسك حوض دونباس، صرّح السبت قائلًا: "نستعد لهجمات كبرى في سيفيرودونتيسك وحول محور ليسيتشانسك-باخموت"، واصفًا الوضع الإنساني بأنه حرج بشكل متزايد.
فبعد حوالي ثلاثة أشهر من الحرب باتت مدينة ليسيتشانسك البالغ عدد سكانها حوالى 100 ألف نسمة معظمهم من الناطقين بالروسية، منطقة مهجورة محرومة من المياه والكهرباء والشبكة الهاتفية.
لكن أجهزة الاستخبارات العسكرية البريطانية تفيد بأن الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا "فقد زخمه".
وذكرت أن قوات موسكو فشلت في تحقيق مكاسب تذكر على الأرض، ما جعل خطة معركتها تسجل "تأخيرًا كبيرًا عن الجدول الزمني المحدد".
القوات الروسية تحرز تقدما في جبهات شرقي #أوكرانيا و #كييف تقول إن #روسيا ستُهزم قبل نهاية العام تقرير: عمار السواد pic.twitter.com/MEh9voIWtf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 16, 2022
هجوم مضاد
وأكدت أن "روسيا خسرت على الأرجح ثلث القوة القتالية البرية التي أرسلتها في فبراير/ شباط"، وتابعت أنه "في ظل الظروف الحالية، من غير المرجح أن تسرّع روسيا وتيرة تقدمها بشكل ملحوظ خلال الثلاثين يوما القادمة".
في المقابل، أعلنت موسكو أنها استهدفت بصواريخ "عالية الدقة" مركزي قيادة أوكرانيين وأربعة مستودعات ذخيرة مدفعية بالقرب من زابوريجيا وباراسكوفيفكا وكونستانتينوفكا ونوفوميكايلوفكا في دونيتسك.
كما دمرت القوات الجوية الروسية قاذفتي صواريخ من طراز إس-300 ونظام رادار في منطقة سومي، وفق الوزارة التي أضافت أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي ماريوبول في أقصى جنوب دونباس، يواصل الجيش الروسي القصف على مصنع أزوفستال، آخر جيب لا يزال يقاوم في هذه المدينة الساحلية الإستراتيجية، بحسب رئاسة الأركان الأوكرانية.
لكن قوات موسكو تواجه في الشمال مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية التي تشن هجومًا مضادًا في منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، وباتت قريبة من بلوغ الحدود الروسية.
وفي بلدة فيلكيفكا إلى شرق خاركيف، التي حررتها القوات الأوكرانية، تنتشر في كل مكان آثار القتال العنيف فتظهر منازل اخترقتها قذائف مدفعية، ويكسو الحطام الشوارع، وتنتشر عبوات رصاص وبقايا ذخائر ودبابات مدمرة متروكة على حافة الطريق.
"سابقة"
على الصعيد الدبلوماسي، فإن الحلف الأطلسي على وشك تعزيز وجوده على الحدود الروسية، بعدما وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في السويد الأحد على طلب الانضمام إلى الناتو، في قطيعة تاريخية مع سياسة عدم الانحياز العسكري التي ينتهجها البلد منذ عقود.
ولاحقًا، اعتبرت رئيسة الوزراء السويدية أن الترشح مع فنلندا لعضوية الحلف هو "الأفضل بالنسبة إلى السويد".
وكانت هلسنكي أعلنت قبل بضع ساعات أنها ستطلب رسميًا الانضمام إلى الحلف الأطلسي رغم تحذيرات روسيا التي تتقاسم مع فنلندا حدودًا طولها 1300 كلم.
من جهته، اعتبر الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الأحد أن انضمام البلدين سيثبت أن "العدوان غير مجد"، مؤكدًا استعداد الحلف لتعزيز "الضمانات الأمنية" لهما.
وأبدى "ثقته" بالتوصل إلى تسوية مع تركيا حول انضمام الدولتين، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضته للمسألة.
وفي ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في برلين، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن دول الحلف ستواصل جهودها "ولا سيما على صعيد المساعدة العسكرية" لأوكرانيا.
ورحب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأحد بـ "سابقة" مع قرار ألمانيا تسليم كييف أسلحة ثقيلة.
وقال كوليبا في فيديو نشره على فيسبوك: "يوم وصولي إلى برلين، كان يجري تدريب جنود أوكرانيين على استخدام مدفعية ألمانية ذاتية الدفع عيار 155 ملم" مضيفًا: "قريبًا ستضرب مدافع هاوتزر هذه العدو. تم إحداث سابقة. تم التغلب على الحاجز النفسي" لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة.