في تصعيد جديد للقتال الدائر بينهما، وصلت مواجهات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الجمعة إلى أطراف مدينة ود مدني التي شكّلت ملاذًا آمنًا لآلاف النازحين جراء النزاع الذي دخل شهره التاسع، مرغمة عائلات على الفرار مجددًا.
ومنع الجيش المدنيين من دخول المدينة الواقعة على مسافة 180 كلم جنوب الخرطوم، وبقيت إلى حد كبير في منأى عن القتال الذي اندلع في 15 أبريل/ نيسان.
وحلقت طائرات مقاتلة في أجواء المدينة بينما شوهدت سحب من الدخان الأسود وسُمع دوي انفجارات من أطرافها الشمالية.
ومدينة ود مدني هي مركز ولاية الجزيرة التي نزح إليها نصف مليون شخص وفق أرقام الأمم المتحدة.
"قصف مناطق سكنية عشوائيًا"
وبعدما بقيت الولاية في البداية بمنأى عن الحرب، بدأت قوات الدعم السريع في الأشهر القليلة الماضية تنتشر فيها وأقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بين الخرطوم وود مدني.
وأودت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو بحياة أكثر من 12190 شخصًا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
وتسببت بنزوح أكثر من 5,4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1,5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.
وفي تذكير قاتم بالأيام الأولى للحرب في الخرطوم، أغلقت المحلات والمؤسسات التجارية الجمعة، فيما هرع الناس إلى الشوارع "مع كل ما يمكن حمله" بحسب وكالة "فرانس برس"، محاولين بصعوبة العثور على وسيلة نقل للتوجه جنوبًا.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان على منصة "إكس" إنها "تود... أن تطمئن المواطنين الأعزاء" في ولاية الجزيرة وود مدني "أن هدف قواتنا هو دك معاقل" الجيش. ويُتهم الطرفان بقصف مناطق سكنية بشكل عشوائي واستخدام المدنيين ونهبهم ومضايقتهم.
والأربعاء، نقل بيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي روي مطالبته "بشكل عاجل جميع أطراف النزاع بالتوصل إلى هدنة إنسانية لتجنب كارثة الجوع في الموسم الشحيح المقبل (مايو)".