أبلغ وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف، الصحفيين في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، اليوم الثلاثاء، بأن روسيا سترد على وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي بشحن مزيد من الإمدادات إلى آسيا.
وقال: "أي إجراءات لفرض حد أقصى للأسعار ستؤدي إلى عجز في الأسواق (بالنسبة للدول التي تطبق ذلك) وستزيد من تقلب الأسعار".
وأعطى وزراء مالية الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وفرنسا وكندا الضوء الأخضر الأسبوع الماضي، لفكرة وضع حد أقصى لسعر الخام الروسي لخفض إيرادات موسكو ردًا على حربها على أوكرانيا.
وكتب وزراء مالية الدول السبع في الإعلان أن "سقف الأسعار سيحدد عند مستوى يستند إلى سلسلة من البيانات الفنية وسيقرره التحالف بمجمله قبل وضعه موضع التنفيذ"، مؤكدين أن الأسعار في المستقبل "ستحدد علنًا بصورة واضحة وشفافة".
وأوضحت مجموعة السبع أن "تحديد سقف للأسعار مصمم خصّيصًا لخفض عائدات روسيا وقدرتها على تمويل حربها العدوانية مع الحد من وطأة الحرب الروسية على العالم"، ولا سيما على "الدول المتدنية الدخل".
مجموعة السبع تتفق على تحديد سقف لسعر شراء النفط الروسي وغازبروم تعلق نقل الغاز لأوروبا عبر خط نورد ستريم 1 #روسيا تقرير: حكيمة هرميش#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/wi4jTq5wv3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 3, 2022
وقبل أن ترسل روسيا عشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط، كان ما يقرب من نصف صادرات روسيا من الخام والمنتجات البترولية تذهب إلى أوروبا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وفي مقابل خطوة مجموعة السبع، أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية يوم الجمعة، توقف عمل خط أنابيب "نورد ستريم" الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز "بالكامل"، حتى انتهاء إصلاح توربين فيه، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل السبت إثر عملية الصيانة.
وأفادت "غازبروم" في بيان أنها اكتشفت "تسرب زيت" في التوربين خلال عملية الصيانة وأفادت أنه "حتى إتمام الإصلاح ... يعلّق نقل الغاز عبر نورد ستريم بالكامل".
وكان الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف قد أكد أن موسكو ستوقف إمدادات الغاز لأوروبا، إذا مضت بروكسل قدمًا في تحديد سقف لسعر الغاز الروسي.
وكتب ميدفيديف على تطبيق "تليغرام": "ببساطة، لن يكون هناك غاز روسي في أوروبا"، ردًا على تصريحات لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بشأن وضع سقف للسعر الذي تدفعه أوروبا مقابل الغاز.
وفي التاسع من الشهر الجاري، يجتمع وزراء الطاقة الأوروبيين على أمل توحيد جهودهم للحد من ارتفاع أسعار الطاقة وتحديد سقف لأسعار الغاز.
الوقت يداهم أوروبا
وفي خضم أزمة الطاقة المتفاقمة، يداهم الوقت أوروبا مع اقتراب فصل الشتاء، والخيارات تضيق أمامها، لذلك دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهته إلى التضامن الأوروبي، وقد أبدى استعداد باريس لتسليم ألمانيا المزيد من شحنات الغاز لتأمين الكهرباء.
في غضون ذلك، تعهدت ليز تراس عقب فوزها بزعامة حزب المحافظين في بريطانيا بأنها ستقدم خطة وصفتها بـ"الجريئة"، لخفض الضرائب والتعامل مع أزمة الطاقة.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، ناصر قلاوون، في حديث إلى "العربي" من لندن، أن خطوة تراس ليست كافية لتخفيف الأزمة، حيث ستقوم بتحديث الميزانية العامة التي أعلنها غريمها وزير المالية السابق ريشي سوناك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للمرة الثانية، بعدما تم تحديثها للمرة الأولى في الربيع، وهو ما يعطي انطباعًا بأن الإدارة الاقتصادية البريطانية غير سليمة.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "نبض الوطن"، منير حامد: إن فرنسا جهّزت نفسها جيدًا لوقف الإمدادات الروسية، من خلال رفع الإنتاج الجزائري وتصديره إلى باريس، بعد زيارة ماكرون الأخيرة للجزائر وطلبه منها ذلك، فضلًا عن اللجوء إلى الطاقة النظيفة مع وجود شركات تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأشار حامد في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن باريس لديها ما يكفيها من الغاز لتمرير هذا الشتاء، موضحًا أن نجاح القارة الأوروبية هذا العام بتجاوز أزمة الطاقة في حال حصوله سيكون الضغط الحقيقي على روسيا خاصة أن منتجاتها النفطية قد لا تدخل إلى الاتحاد الأوروبي بعد ذلك، مضيفًا: "وقف نورد ستريم 1 سيكون كارثيًا على مستوى الاقتصاد الروسي".