وسط سعي الدول الأوروبية لسد النقص من الغاز الروسي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، أن بلاده تتعهّد بتسليم مزيد من الغاز لألمانيا التي قد تؤمن في المقابل الكهرباء لفرنسا، إذا احتاجت ذلك في ظلّ أزمة الطاقة في الشتاء المقبل.
وأوضح ماكرون أمام الصحافة بعد اتصال عبر الفيديو مع المستشار الألماني أولاف شولتس: "سنضع اللمسات الأخيرة على خطوط الغاز للتمكن من توصيل الغاز إلى ألمانيا".
"حاجة للتضامن"
وقال: "إذا كانت هناك حاجة للتضامن"، كما أن هذه الأخيرة بدورها "ستضع نفسها في وضع إنتاج المزيد من الكهرباء وستؤمنها لنا في حالات الذروة".
وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أكد قبل يومين، أن نسبة "تخزين الغاز تتجاوز اليوم 90% في فرنسا، مضيفًا: "سنحافظ على هدفنا ملء المخزونات بنسبة 100% وقد سرّعنا (عملية) تنويع الإمدادات".
وتعد الخطوة الفرنسية، دفعة داعمة لبرلين، وسط اتهامات متبادلة بين ألمانيا وروسيا، بعد أن علقت موسكو تسليم برلين الشحنات عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم".
وفي محاولة لرفع موسكو الحرج عنها، ألقت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم باللوم في إغلاق "نورد ستريم 1" على العقوبات الغربية والمسائل الفنية.
وأمام ذلك، اعتبر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أن موسكو تستخدم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا "كسلاح"، مبينًا أن روسيا يمكنها ضخ المزيد من الغاز إلى أوروبا، عبر طرق أخرى بعد إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1، "لكن موسكو اختارت ألا تفعل"، حسب تعبيره.
ألمانيا ستبقي على محطتين نوويتين متاحتين
في غضون ذلك، ذكرت مجلة "دير شبيغل"، واسعة الانتشار، أن ألمانيا ستبقي على محطتين للطاقة النووية متاحتين حتى منتصف أبريل/ نيسان العام القادم كمصدر احتياطي للطاقة خلال الشتاء، بدلًا من إغلاقهما في نهاية هذا العام كما كان مقررًا أصلًا.
وأضافت المجلة أن هذا القرار، الذي من المنتظر أن يعلنه وزير الاقتصاد روبرت هابيك، جاء عقب نتائج اختبار للتحمل لمعرفة ما إذا كانت شبكة الكهرباء يمكنها تلبية الطلب في الشتاء، إذا توقفت تدفقات الغاز الروسي أو جرى خفضها بشكل حاد.
مجموعة السبع تتفق على تحديد سقف لسعر شراء النفط الروسي وغازبروم تعلق نقل الغاز لأوروبا عبر خط نورد ستريم 1 #روسيا تقرير: حكيمة هرميش#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/wi4jTq5wv3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 3, 2022
وتوجد محطتا الطاقة النووية اللتان ستبقيان مرتبطتين بالشبكة في جنوب ألمانيا حيث الضغوط على البنية التحتية للطاقة شديدة بشكل خاص. وسيجري إغلاق المحطة الثالثة المتبقية كما هو مخطط.
ووفقًا للمجلة، فإنه لن يجري إعادة تزويد أي من المحطتين بالوقود، ومن المنتظر إغلاقهما في وقت لاحق.
واشنطن: روسيا تستخدم الطاقة كسلاح
إلى ذلك، اتهم مسؤول في البيت الأبيض روسيا، اليوم الإثنين باستخدام الطاقة كسلاح، بعد أن أوقفت ضخ الغاز لأوروبا، منوهًا إلى أنّ العقوبات الأميركية على موسكو لا تمنع تشغيل خط الإمداد الرئيسي إلى أوروبا.
وأضاف المسؤول: "روسيا تستخدم الطاقة كسلاح وهي من قررت إغلاق خط الأنابيب".
وتابع المسؤول الأميركي قائلًا: "تتعاون الولايات المتحدة وأوروبا لضمان توفر الإمدادات الكافية. ونتيجة لهذه الجهود، ستكون مخزونات الغاز الأوروبية ممتلئة بحلول موسم التدفئة في فصل الشتاء. (لكن) ما زال أمامنا المزيد من العمل لنقوم به".
ومن شأن زيادة القيود على إمدادات الغاز الأوروبية أن تفاقم أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة أكثر من 400% منذ أغسطس/ آب من العام الماضي، مما تسبب في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء.
ويبدو أن الغرب يحاول أن يثبت لروسيا، عدم نجاعة خطوتها، في قطع الغاز عن أوروبا، في ظل البدائل المتاحة، سواء بمساندة الدول بعضها لبعض، أو عبر زيادة التدفقات من دول أخرى.
وضمن هذا السياق، فإنه من المرتقب أن يجري رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل محادثات في قطر حول أزمة الطاقة في أوروبا خلال زيارته للدوحة يوم غد الثلاثاء.