تعد الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، سلاحان لطالما اعتمدتهما آلة الحرب الدعائية الإسرائيلية لترسيم الصورة وتوجيه الرأي العام العالمي.
فمنذ أن بدأت عملية "طوفان الأقصى"، بدأت معها الحرب الدعائية على المقاومة الفلسطينية، وقد تابع الناس بعض معالمها، مثل تشبيه ما حصل السبت الفائت بأحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.
"حماس" تذبح 40 طفلًا؟
وعلى سبيل المثال، ادعت مراسلة محطة " آي 24" الإسرائيلية نيكول زيديك خلال تغطية مباشرة في كفر عزا، أن جنودًا إسرائيليين أخبروها بأنهم عثروا على جثث 40 طفلاً برؤوس مقطوعة، وأنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا شيئًا بهذه الوحشية.
وللأسف، انتشر هذا المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، من دون أن تقدم المحطة أي دلائل أو صور على حقيقة ما نقلته.
فهل لهذه الرواية أساس من الصحة؟
في هذا الصدد، نشر محرر الشؤون الدولية في شبكة "سكاي نيوز" دومينيك واغهورن منشورًا على موقع "إكس" كتب فيه: "إن قصة الأطفال بالرؤوس المقطوعة في كفر عزة اعتمدت على تقرير مراسلة إسرائيلية واحدة، ولم تتأكد صحتها من قبل أي جهة رسمية".
وتابع: "للأسف نقلت من قبل صحافيين ذوي خبرة حول العالم على أنها وقائع".
تراجع عن المزاعم
أما وكالة "الأناضول"، فتواصلت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قال إنه "لا يملك أية معلومات تؤكد الادعاءات بأن حماس قطعت رؤوس أي أطفال".
كذلك، كتب الصحافي الأميركي جاكسون هينكل عبر منصة "إكس": "إن المراسلة الإسرائيلية بدأت تتراجع في تصريحاتها عن قصة قطع رؤوس 40 طفلاً في إسرائيل".
وأرفق منشوره بمقطع مصور لانتشال جثة رضيع فلسطيني من تحت ركام غزة، وكتب: "ولكن هذا الفيديو حقيقي".
شهادات المستوطنين
في المقابل، برزت شهادات بعض الإسرائيليين ممن عاشوا "طوفان الأقصى" في مستوطنات غلاف غزة، والتي حكوا عنها عبر وسائل الإعلام، إلا أنها لم تنتشر على عكس الأخبار الزائفة.
فقد قدمت سيدة إسرائيلية شهادة عبر الإعلام، تروي فيها كيف تعامل معها مقاتلو المقاومة الفلسطينية، وطمأنوها بأن عقيدتهم تمنعهم من التعرض للأطفال والنساء، وصولاً إلى طلب أحدهم تناول بعض الموز من مطبخها.